بايدن: طهران دفعت 100 مليون دولار في انتخابات العراق ومُنيت بالفشل

تاريخ الإضافة الأحد 11 نيسان 2010 - 6:49 ص    عدد الزيارات 878    التعليقات 0

        

بقلم: ديفيد إغناطيوس
لم يستخدم جو بايدن - نائب الرئيس أوباما عبارة «المهمة أُنجزت» الجالبة للحظ العاثر التي استعملها مرة الرئيس جورج بوش، لكنه كان أكثر تفاؤلاً في تقييمه للوضع بالعراق بعد انتخابات الشهر الماضي البرلمانية حين قال: إن إيران مُنيت بهزيمة ساحقة في سعيها للتأثير في العملية الانتخابية، وان بغداد تتجه على ما يبدو نحو تشكيل حكومة ائتلاف يضم كافة ألوان الطيف السياسي في العراق.
وأضاف بايدن خلال مقابلة جرت معه مؤخرآً: من الواضح ان العملية السياسية انطلقت أخيراً في العراق فكل طرف بات مشاركاً فيها بالفعل.
يبدو أن هدف تعليقات بايدن المتفائلة هذه، التي جاءت عقب موجة جديدة من التفجيرات التي أثارت المخاوف من احتمال عودة العراق الى العنف الطائفي من جديد، هو تهدئة مشاعر القلق وتحديد الخطوط الحمراء التي رسمتها الإدارة الأمريكية في هذه الفترة الحرجة بعد الانتخابات.
فقد أوضح بايدن في تعليقاته لكل من هو معني بالأمر أن الولايات المتحدة ترى انتخابات السابع من مارس نزيهة ونظيفة، وهي بالتالي تعارض أي جهد غير قانوني يستهدف تغيير النتيجة.
وأكد أيضاً أن الولايات المتحدة سوف تنظر في أي طلب تتقدم به الحكومة العراقية لمساعدتها في حال حدوث عنف طائفي رئيسي.
الحقيقة أن نائب الرئيس متفائل دوماً، والمحادثة التي جرت معه مؤخراً وأطلق خلالها تلك التعليقات لم تكن استثناء. فقد تناول الكثير من النقاط الإيجابية وقدم دليلاً مفصلاً على اتجاه ساسة العراق نحو تشكيل حكومة ائتلاف.
بدأ بايدن بالتحدث حول الهجمات الدامية الثلاث التي وقعت هذا الشهر بالقول: إن اثنين منها على الأقل هما من نشاط ما بقي من القاعدة في العراق، مؤكدا أن قدرة هذه المجموعة بدأت تضمحل، وهي غير قادرة على إشعال لهيب حرب طائفية من جديد أو تخريب الجهود التي تستهدف تشكيل حكومة عراقية.
ولاحظ بايدن ان هجمات القاعدة هذه دفعت الحكومة العراقية لبذل المزيد من الجهود المركزة ضد التهديد الإرهابي لاسيما بعد أن وافق العراقيون على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة.
وكان بايدن واثقاً تماماً عندما أكد ان سعي ايران للهيمنة وبسط النفوذ في العراق قد انتهى بالفشل. فقد كشف ان طهران أنفقت ما يصل الى 100 مليون دولار من أجل دعم الأحزاب الشيعية الدينية ضد كتلة إياد علاوي - رئيس الحكومة الأسبق، لكن قائمته «العراقية» تمكنت بفضل مشاركة قوى سنية من الفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية.
وأكثر من هذا، قال بايدن إن الجهود التي بذلتها طهران بعد الانتخابات للضغط على الزعماء العراقيين، الذين زاروا العاصمة الإيرانية، أسفرت عن عواقب سلبية وذلك عندما كتشف هولاء الزعماء ان عليهم ان يرفعوا ثمناً حقيقياً مقابل الحصول على موافقة طهران أو السير في أي اتجاه يريده جيران العراق.
في البداية، أعلن رئيس الحكومة نوري المالكي وبعض ساسة الشيعة عزمهم تحدي نتائج الانتخابات، لكن بايدن لاحظ أن %80 من العراقيين يعتبرون هذه الانتخابات نزيهة، طبقاً لعملية استطلاع أمريكية حديثة للآراء. وهناك شخصيات شيعية رئيسية تعارض إعادة عد الأصوات من جديد، ومن هؤلاء اية الله العظمى علي السيستاني وعمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى.
لكل هذا، أعلن بايدن أن من الضروري أن يكون للعراق الآن حكومة من تآلف واسع تشارك فيه كل الأحزاب والمجموعات العرقية الرئيسية الأخرى.
غير أن بايدن رفض الإفصاح عن رأيه حول من يتعين ان يكون رئيس الوزراء المقبل. إلا أنه امتدح علاوي لأنه تمكن من الحصول على أصوات السُّنة والشيعة معاً، كما امتدح المالكي لرفضه الانضمام الى تآلف شيعي كامل قبل الانتخابات، وأثنى بايدن على الأحزاب الكردية والمجلس الإسلامي الأعلى.
غير أن المسألة الأكثر إلحاحاً الآن بالنسبة لإدارة أوباما، التي كانت قد دخلت حملتها الانتخابية على أساس برنامج للانسحاب من العراق هي: كيف يمكن أن يبقى الدور الأمريكي ناشطاً هناك بعد رجوع الجنود الأمريكيين من العراق الى أرض الوطن في نهاية العام المقبل.
رداً على هذا، ذكر بايدن أن هذه المسألة وردت في كل محادثة أجراها مع العراقيين وقال: إن واشنطن تعتزم التعامل على نحو وثيق مع العراق، لاسيما في المجالات غير العسكرية، وذلك بأمل أن يبقى هذا التعامل جزءاً من علاقة مستقرة وثابتة على المدى الطويل.

تعريب: نبيل زلف
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,635,937

عدد الزوار: 6,998,354

المتواجدون الآن: 71