هزيمة «داعش» وشيكة في العراق... والخطر الإرهابي باقٍ

تاريخ الإضافة الأربعاء 29 حزيران 2016 - 7:41 ص    عدد الزيارات 628    التعليقات 0

        

 

هزيمة «داعش» وشيكة في العراق... والخطر الإرهابي باقٍ
ديفيد بترايوس 
* جنرال أميركي سابق، مدير الاستخبارات الأميركية المركزية السابق، عن «سي أن أن» الأميركية، 23/6/2016، إعداد م. ن.
يقترح بعضهم قصف مواقع «داعش» في سورية والعراق قصفاً مكثفاً يسمى «قصف السجادة أو البساط». وهذه فكرة رائعة لو ان العدو ينتشر في الصحراء انتشاراً مرصوصاً ومكشوفاً في انتظار الضربات هذه، بعيداً من البنى التحتية والمدنيين. ولكن «الدولة الإسلامية» ادركت ان مثل هذا الانتشار غير ناجع ولم تساعدنا على ضربها، ولجأت الى العمل في الخفاء والسر في الموصل والرقة. وكلما أطل ممثلوها برؤوسهم من مخابئهم يقصفون، وتقصف مواكبهم. وفاقت سرعة الحملة اليوم على الفلوجة التوقعات. وأنا خضتُ معارك العراق، منها في بغداد (آذار- مارس 2003)، حيث كان القتال بالغ الشدة والاحتدام، ولكن العدو انهار فجأة. وأعتقد بأن «داعش» سيلقى المصير نفسه (الانهيار المفاجئ والسريع) في الأشهر المقبلة. فمن أين لقوة ما القتال وهي تقصف يومياً طوال مدة طويلة. والموصل مدينة من مليوني شخص. وأعرفها حق المعرفة. فقيادة الأركان الأميركية كانت هناك، إثر القتال على طريق بغداد، وشغلت يومها منصب قائد الكتيبة 101 الجوية الرائعة. والموصل مدينة كبيرة، ومعقدة البنية اتنياً وطائفياً وقبلياً. ولكنني أرى ان طرد «داعش» منها ممكن قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي الحالي، وثمة احتمال ان تُفلت من ايدي «داعش» قبل 20 كانون الثاني (يناير)2017 المقبل. وقلت منذ بداية الأزمة ان «داعش» سيهزم في العراق وأن الخطر الطويل الأمد في العراق مصدره السياسة العراقية التي تهيمن عليها ميلشيات شيعية تدعمها ايران.
و»داعش» خسر في العراق، ويخسر اكثر فأكثر في سورية. وأنا على يقين اننا سننال من البغدادي، زعيم «الدولة...». ولا يسع المرء ان يدير دولة وجيشاً من غير ان يخلف اثراً يؤدي الى نهايته عاجلاً ام آجلاً. ويجب الإعداد لانهيار «الدولة...» في العراق وانفراط عقدها الى خلايا ارهابية ومجموعات متمردة تواصل شن الهجمات على اماكن مثل بغداد.
وفي قضايا كثيرة احرزنا فيها النجاح في قتال الإسلاميين المتطرفيين، كان لنا شريك مسلم، ومنهم قادة دول اسلامية او اجهزة استخبارات في هذه الدول أو قادة عسكريون. وفي بعض الأحيان، تؤدي القوات المحلية التي تستضيفنا دوراً راجحاً. فاليوم، ندعم مسلمين في دول كثيرة في قتال «الدولة الإسلامية». فقوات المسلمين هي، في شطر راجح من الحالات، في الصفوف الأمامية. ولكن لا مفر من الإقرار ان ثمة مشكلة جدية يجبهها الإسلام. والدليل على المشكلة هذه هم المتطرفون الإسلاميون. وتدور رحى صدام في قلب العالم الإسلامي نفسه وهو ليس صداماً بين الحضارات، على قول سام (صامويل) هنتغنتون. وهو نزاع على مستقبل الدول الإسلامية، وخطر وجودي عليها. وهذا النزاع خطر فعلي يتهددنا، ويتهدد اوروبا. ولكنه خطر وجودي على الدول الإسلامية.
وليس حلف الشمال الأطلسي بائداً، وليبارك الله فلادمير بوتين الذي منح الـ «ناتو» سبباً للبقاء على قيد الحياة. وزرت اوروبا اخيراً، والخطر البوتيني داهم وطارئ، وكلما اتجه المرء الى الشرق يشعر باشتداد الخطر. والخطر يبلغ ذروته في دول البلطيق أو بولندا. و (في وجه دعوات الى اعلان خطوط حمر اميركية) أرى أن الكلفة المترتبة على إعلان رئاسي اميركي خطوطاً حمراً أو محظورات، باهظة. وإذا قال المرء ان هذا الأمر خطاً احمر، عليه الإعداد لما بعد انتهاكه. وثمة تفسيرات كثيرة لما حدث في سورية وكيف كانت النتيجة معقولة وأن 90 في المئة من الأسلحة الكيميائية صارت خارج البلاد، إثر الاتفاق (الأميركي - الروسي). ولكن حين مقابلة قادة دول عربية وجنوب أسيوية ودول مطلة على الهادئ، يجمع هؤلاء على ان عدم الرد على انتهاك «الخط الأحمر» قوّض الثقة في الولايات المتحدة.
وأعتقد بأن نشر 28 صفحة من تقرير الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) سيظهر دور افراد لهم بعض الصلات المفترضة فحسب. وحين كنت جنرالاً بأربع نجوم في الشرق الأوسط ومدير الاستخبارات المركزية الأميركية، كانت اكثر الدول إقبالاً على إلحاق الهزيمة بـ «الدولة...» أو «القاعدة» هي تلك التي أوشكت «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» على اغتيال ولي العهد فيها بواسطة قنبلة خاطها ابراهيم العسيري داخل جسد الإرهابي. والعسيري هذا هو اخطر رجل في العالم، وهو اليوم طليق في اليمن.
والسياسة في العراق عويصة وشائكة، ولكن الوضع في سورية أكثر عسراً، على وقع تذرر قوى المعارضة وبروز «الدولة...» «جبهة النصرة» ومساعدة مستشاري الحرس الثوري الإيرانيين بشار الأسد، ودور مقاتلي «حزب الله» وبعض القوى الإيرانية والميليشيات الشيعية، والدعم الجوي الروسي ودعم القوات الخاصة الروسية. والقوات الخاصة الأميركية تمد اليد الى بعض قوى المعارضة في الشمال السوري. وقبل ايام، قصفت القوات الروسية مجموعة معارضة ساهمنا في تشكيلها في شرق سورية لقتال «الدولة...». ولم تكن هذه القوة تهدد القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية أو البحرية في طرطوس. لذا، يجب ان يقال للروس:» إذا قصفتم رجالنا سنقصف رجالكم (بعض مقاتلي الأسد)». وكان حرياً بنا إبلاغهم بموقفنا هذا منذ وقت طويل. والموقف هذا لا يؤدي الى مواجهة مباشرة مع الروس، ولكنه يظهر الحزم الأميركي. (وكان حرياً بنا تزويد الأوكرانيين صواريخ مضادة للدبابات والمدرعات تحمل على الكتف. فهذه الأسلحة دفاعية وتلحق أضراراً كبيرة بالانفصاليين). وفي سورية كان من اليسير تحييد سلاح الجو السوري رداً على إلقاء البراميل المتفجرة على اهل حلب. ولكن مع تحليق القوات الروسية اليوم في الأجواء السورية صار الأمر اكثر تعقيداً. والسياسة الأميركية تقضي برحيل بشار الأسد. فهو يجذب الإرهابيين الجهاديين من اصقاع العالم كله الى سورية. ولكن الحيرة تعم السياسيين في واشنطن. فإذا رحل اليوم، تدهورت الأمور أكثر. وأعتقد بأن عليه الرحيل و»دفعه» الى التنحي، ولكن ليس قبل معرفة من سيحل محله.

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,208,832

عدد الزوار: 6,940,529

المتواجدون الآن: 132