وثيقة اميركية: انهيار شبكات حزب الله السرية

تاريخ الإضافة الجمعة 25 آذار 2016 - 6:54 ص    عدد الزيارات 694    التعليقات 0

        

 

وثيقة اميركية: انهيار شبكات حزب الله السرية
ليبانون ديبايت
بعد الجزء الأول الخاص بحزب الله والخطر الذي يُشكله على الشرق الأوسط ودول الخليج تحديداً، كما ورد في الوثيقة التي عُرضت على اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المنبثقة عن لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأمريكي، بمناسبة جلسة الاستماع لخبراء في العلاقات الدولية حول تنامي مخاطر حزب الله على المصالح والأمن القومي الأمريكي، التي أقيمت الإثنين، ونشره 24 الثلاثاء، يأتي الجزء الثاني المتعلق بالتهديد الكبير الذي يُمثله حزب الله اليوم، بعد تنامي شبكته الإرهابية والإجرامية الدولية وعولم
وحذر التقرير الذي قدمه الخبير الدولي والباحث في معهد واشنطن للدراسات حول السياسات في الشرق الأوسط، الدكتور ماثيو ليفيت، من خطورة حزب الله في هذه المرحلة بالذات، بسبب حساسيتها من جهتها، في ظل الاتفاق مع إيران على برنامجه النووي، والتطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة من سوريا إلى اليمن مروراً بالعراق، وفي ظل الإنهاك الذي يعرفه هذا الحزب بسبب تمدده وانشغاله بأكثر من جبهة ومن عمله على أكثر من مجال، وذلك في الوقت الذي تراجعت فيه موارده المالية وتعاظمت نفقاته والتزاماته المالية الداخلية والخارجية.
ولكن قبل ذلك يعرض الباحث ما أطلق عليه مصطلح شبكة حزب الله العالمية، أو عولمة الحزب لممارساته الممنوعة واللاشرعية وذلك منذ سنوات طويلة، تعود إلى سنوات التأسيس الأولى.
ومنذ انطلاقته قام حزب الله على دعامتين أساسيتين حسب التقرير، الأولى الجالية اللبنانية الكبيرة المنتشرة في قارات العالم، والثانية شبكة الشركات أوالمؤسسات التي تعمل على طريقة عصابات الجريمة الدولية المنظمة.
وتهدف الشركات الكثيرة المنتشرة في دول عديدة، إلى تأمين إيرادات مالية بملايين الدولارات، لتأمين التغطية اللازمة للشركات الوهمية التابعة لحزب الله بطريقة أوبأخرى، ولتأمين صفقات السلاح، تزوير الوثائق وخدمات أخرى كثيرة للحزب.
ولا يتوقف حزب الله على شبكة الشركات الوهمية، بل في أحيان كثيرة يعتمد الحزب على شركات قائمة وقانونية ولكن مع ضمان التغطية الجيدة على صلاتها الوثيقة به، والخدمات المالية الهامة التي توفرها له.
وتُضيف الوثيقة، أن الحزب في أحيان كثيرة يعتمد على هذه الشركات للتغطية على علاقات الحزب بـ"كبار الوسطاء" أو الخبراء الماليين، لتأمين جسور للتعاون والتعامل مع الحزب، لغسيل أمواله وتبييضها قبل إعادة رسكلتها في المسالك المالية القانونية عبر الشركات والواجهات القانونية، وتأمين أرباح هامة للحزب من تجارة المخدرات وتجارة السلاح.
وتعتبر الوثيقة الأمريكية، أن حزب الله دخل في الفترة القليلة الماضية مرحلة صعبة ودقيقة بعد استهداف الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر وواضح القلب النابض لشبكة تمويل حزب الله، "مُركب صفقات الأعمال"أو"Business Affairs component " الذي يُعد العمود الفقري الذي استند إليه الحزب لضخ الأموال في شرايينه وتمويل الخلايا والعمليات والتدخلات، ولكن"بي ايه سي" الذي يرتبط بالذراع العسكري للحزب منظمة الجهاد الإسلامي، بعد صدور قانون المكافحة الدولية لتمويل حزب الله، الذي جعل الحزب يترنح في مواقع كثيرة، واستفزت زعيم الحزب حسن نصر الله شخصيا، في ديسمبر(كانون الأول) الماضي.
يوكد التقرير أن صدور القانون الجديد، يفتتح مرحلة جديدة من الصراع بين الولايات المتحدة وحزب الله خاصة على المستوى المالي، في إطار استراتيجية تسعى إلى خنق الحزب المترنح مالياً واقتصادياً، بعد بتر ذراعه المالي أو المُركّب المالي الذي أسسه أبرز قياديي الحزب عماد مغنية منذ سنوات، وخلفه في الإشراف عليه بعد رحيل الأخير، القيادي الرسمي في الحزب أدهم طباجة، الذي ضمته الولايات المتحدة أخيراً إلى قائمتها السوداء للمنظمات والأشخاص المتورطين في الإرهاب، أو(Specially Designated Global Terrorist ) واختصاراً (SDGT)، ولتتلقى عمليات وبرامج حزب الله ضربة مؤلمة، ما يُهدد بالتأثير عليها، بطريقة أو بأخرى في طائفة واسعة من الدول وفي قارات العالم الخمس، من لبنان إلى الولايات المتحدة، مروراً بإيران، وفرنسا، وبلجيكا، وبلغاريا، والكنغو، وغانا، ونيجيريا، وقبرص، وعددٍ كبير من المدن داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وأيضاً في كامل أمريكا الجنوبية، بعد حصر غير نهائي لأنشطة وحضور الحزب على المستوى الدولي.
وحسب التقرير، شكلت المنهجية الأمريكية الجديدة ضد حزب الله أكبر نجاح لواشنطن في حربها المالية على حزب الله الرامية إلى تقليص قدراته اللوجستية والعملياتية، وهو ما يعكس تنامي عدد الضربات التي تلقاها الحزب في الأشهر والأسابيع القليلة الماضية.
ففي كانون الثاني 2016، أوقعت الولايات المتحدة خسارة فادحة بالحزب بعد تفكيك شراكته مع كارتيلات المخدرات في أمريكا الجنوبية، وتبييض أموال الحزب المتأتية من تجارة وتهريب المخدرات، بعد اعتقال أحد أبرز أعضاء المركب صفقات الأعمال"بي ايه سي" أو"باك" محمد نورالدين، وشريكه حمدي زهر الدين، حلقة الوصل المالية بين تجارة المخدرات في أمريكا الجنوبية، والتدفقات المالية للحزب، عبر شركة نقطة التجارة الدولية في لبنان.
ورغم محاولة الحزب التصرف السريع، إلا أنه فشل في التصدي للعاصفة التي قامت في وجهه، بعد أن أصبحت شبكاته شبه مكشوفة ومخترقة بالكامل، فقبضت السلطات الأمريكية على العضو في الحزب، فادي حسين سرحان، مالك شركة "فاتيك" وعادل محمد شري صاحب "لي-هوا للالكترونيات"، وشركتين أخريين تتبعان قيادياً آخر في الحزب، علي زعيتر، وذلك بعد إدراجهم جميعاً على القائمة الأمريكية السوداء.
ولم تكن الضربة لحزب مؤلمة بسبب الخسارة المالية وحدها، لكن خاصةً بسبب ربط كل شخص وكل شركة على القائمة بمجال من مجالات عمل الحزب وتدخلاته.
ففادي سرحان وشركته فاتيك،مثلاً تخصصاً في العمل على تهريب التكنولوجيا المتقدمة لحزب الله بما في ذلك تكنولوجيا الطائرات العسكرية دون طيار، أما عادل محمد الشري، فكان همزة الوصل بين الحزب والحوثيين في اليمن ومحاولة تأمين حصولهم على تجهيزات الكترونية متطورة من الصين، أم شركات علي زعيتر، فكانت هي الأخرى تحاول تأمين صفقات للحصول على تكنولوجيا طيران متقدمة لفائدة الجناح العسكري للحزبن من أوروبا ومن آسيا.
وفي تشرين الأول 2015، اعتقلت السلطات الأمريكية، التي نجحت في اختراق شبكة "باك" السرية التابعة للحزب، المدعو إيمان القبيسي، في ولاية جورجيا، وذلك بالتزامن مع أحد شركات الخلية المالية السرية للحزب، جوزيف سماحة.
واتهمت السلطات المعتقلين رسمياً بالتورط في"التآمر مع الحزب لتبييض أموال متأتية من تجارة المخدرات، ومن تجارة الأسلحة بما فيها الأسلحة الحربية، وأسلحة قناصة متطورة".
وفي هذا السياق، ربط المحققون بين اعترافات المتهمين، وشبكة كاملة على ذمة حزب الله، تمثل أسطولاً بحرياً متكاملاً لتأمين تهريب الكوكايين من أمريكا الجنوبية في اتجاه أفريقيا، ومنها نحو أوروبا ووصولاً إلى الولايات المتحدة نفسها"، عبر شبكة من الخلايا والشركات والواجهات القانونية وغير الشرعية التي يملكها الحزب في أكثر من 12 دولة فيها.
وفي تقدير الخبراء الأمريكيين، فإن حزب الله يعتبر أمريكا الجنوبية، من أبرز الفضاءات التي يسعى إلى احتكار النشاط فيها، على الصعيدين التجاري والإرهابي.
وكشف التقرير الذي عرض على مجلس النواب الأمريكي، أن تفجير حزب الله لجمعية الصداقة الإسرائيلية الأرجنتينية في الذكرى 24 لتأسيس الحزب في 1992، شكل إعلان ولادة الحزب رسمياً في القارة الأمريكية الجنوبية، وانطلاقه رسمياً في إرساء معالم شبكة مصالح وعلاقات معقدة في كامل المنطقة.
ففي البرازيل مثلاً، كشفت التحقيقات صفقة بين الحزب وإحدى أكبر عصابات الجريمة المنظمة في البلاد، "بي بي سي" عصابة العاصمة الأولى، أو " PCC " اختصاراً للأحرف الأولى بالبرتغالية، "بريميرا كابيتال كوماندو" وبموجب الاتفاق يتولى الحزب تأمين حاجيات العصابة من السلاح، على أن تتولى العصابة وخلاياها في كامل سجون البلاد، تأمين السلامة الشخصية لأعضاء الحزب المسجونين بتهم مختلفة.
وكان من أبرز معالم هذه الصفقة مثلاً حصول العصابة البرازيلية الشهيرة على كميات من المتفجرات العسكرية الخطيرة من مادة سي 4، سُرقت من الباراغوي، ووجدت طريقها إلى مخازن العصابة عن طريق شبكة حزب الله في البلدين.
وتربط مصالح المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والأمريكية الجنوبية بين النفوذ المتنامي لحزب في أمريكا الجنوبية، و الشخصية المحورية والعقل المدبر لتفجير المصالح الإسرائيلية في الأرجنتين، والقيادي في الحزب اليوم، المعروف باسم سلمان الرضى، واسمه الحقيقي سلمان رؤوف سلمان، الذي نجح في تغطية كامل القارة بشبكة كاملة من المصالح والعلاقات والتبادلات بين عصابات الجريمة والإرهاب من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ومن المكسيك شمالاً إلى الأرجنتين جنوباًن مروراً ببيرو، وخاصة المثلث الشهير على الحدود بين البرازيل والأرجتين وباراغواي، الملاذ الآمن للجريمة والإرهاب في المنطقة منذ عشرات السنين.
وللإشارة تضم المنطقة الحدودية جالية شرق أوسطية كثيرة عربية وتركية وولكن أيضاً صينية، وإيطالية، ويابانية وأوكرانية وأمريكية ومكسيكية، وعصابات ومافيات كثيرة من مختلف الجنسيات.
وتعتبر هذه المنطقة أيضاً، أكبر تجمع إسلامي في القارة الأمريكية الجنوبية وتضم أكثر من 2.5 مليون مسلم، من أصل 6 ملايين في جنوب أمريكا، ووجدت عدة منظمات مثل حزب الله والإخوان المسلمين والجهاد الإسلامي وحماس، ملاذاً مثالياً فيها، بحكم وجود نصف مليون مسلم على الأقل على المثلث الحدودي.
وفي هذه المنطقة التي تعيش على التهريب والجريمة المنظمة، وجد حزب الله مجالاً واسعاً للتحرك، والنشاط والدعم، في ظل حضور آلاف اللبنانيين والمواطنين من أصول لبنانية في المنطقة، بعد تدفق أكثر من 23 ألف لبناني عليها، زمن الحرب الأهلية، أكثرهم من الموالين للحزب.
بعد التشخيص والتعريف بمختلف مجالات نشاطه، وأذرعه العملياتية، يُحذر التقرير من عمليات أو من استراتيجية جديدة للحزب، بعد التحولات الكثيرة التي مر بها في الفترة الأخيرة، مثل الحصار العربي والخليجي عليه، والاتفاق النووي بين إيران والغرب، والذي كان من نتائجه الفورية، تقليص الدعم المالي للحزب بشكل ملحوظ، بسبب انهيار أسعار النفط، من جهة ورغبة طهران في تخفيف التوتر مع العالم الخارجي من جهة ثانية، ما تسبب في طرد عشرات العاملين في مؤسسات الحزب المختلفة، ووقف مرتباتهم خاصة في لبنان.
ولكن ذلك يعني أيضاً حسب الخبير الأمريكي، أن الحزب مقبل على فترة صعبة مالية، بسبب الضربات الموجعة التي وجهتها الولايات المتحدة أخيراً لمصادر تمويل الحزب، وإصدار قانون خاص بتجفيف موارده، بما في ذلك في لبنان نفسه، الذي كان الحزب يُسيطر على جزء كبير من نظامه المصرفي، واستهداف الممولين والمسؤولين المالين في الحزب والمتعاطفين معه، انتهاءً بمنع التعامل مع قناة المنار المملوكة للحزب، أو كما قال الخبير:" انتقلت المواجهة مع حزب الله، إلى قطع للدابر والأذرع في كل زاوية وفي كل شارع" في لبنان وفي مختلف أنحاء العالم، ما يفتح المجال ربما لتفكير الحزب في عمليات نوعية جديدة، إرهابية لفك الحصار، وخاصة لتأمين احتياجاته المالية وهو المتورط في أكثر من نقطة ساخنة، في سوريا طبعاً، ولكن أيضاً في العراق، وفي اليمن، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي دول الخليج وغيرها من المناطق، الأمر الذي يفرض عليه أعباء مالية خانقة.
ويؤكد التقرير أن الحزب الذي يشعر بالتخبط والحيرة، تحول في الفترة الأخيرة إلى استراتيجية اتصالية جديدة، كان من أبرز معالمها ظهور زعيمه حسن نصرالله اللافت في يوليو(تموز) ثم في ديسمبر(كانون الأول) 2015، على تلفزيون الحزب ليتحدث بشكل مثير للانتباه، لا عن خسائر الحزب في سوريا أو لتهديد إسرائيل، أو حتى الحكومة اللبنانية مثل العادة، ولكن لرفض الاتهامات للحزب بتشكيل خلايا ومؤسسات مالية سرية وشركات تجارية، واصفاً العقوبات المالية الصارمة بالظالمة مطالباً بالحجة والإثبات.
ويُشير الخبير الأمريكي في نهاية ورقة عمله، إن خروج نصرالله بهذا الشكل على التلفزيون"أفضل إثبات لما حاول نفيه، وتفنيده، خاصة بعد وصول الضربات والمعول الذي يدك شبكة حزب الله، إلى عرين نصرالله نفسه ودائرة المقربين منه شخصياً، أي صهره وممثل الحزب في طهران، عبد الله صفي الدين، المطلوب على خلفية شبكة تهريب المخدرات الأمريكية الجنوبية، التي كشفتها السلطات الأمريكية في الأيام القليلة الماضية".
           

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,139,632

عدد الزوار: 6,980,070

المتواجدون الآن: 66