الدولة يهودية أم اسرائيلية؟

تاريخ الإضافة السبت 13 آذار 2010 - 6:05 ص    عدد الزيارات 851    التعليقات 0

        

ألوف بن

الاحتلال مات. انتهى. لا، ليس في مناطق الضفة الغربية: فالفلسطينيون في الضفة الغربية يتمنون التحرر من السيطرة الاسرائيلية، ويقفون على الحواجز ويصارعون جيرانهم المستوطنين على تل آخر وكرم زيتون آخر. لكن في هذا الجانب من جدار الفصل، ثمة قلة فقط معنية بما يحدث في الجانب الاخر منه. فالنقاش حول مناطق الضفة الغربية لا يزال يشغل متطرفي اليسار واليمين الذين يأتون لتبادل الصراخ في حي الشيخ جراح، لكنه، أي النقاش، لا يُعرف حتى الآن السجال السياسي في اسرائيل.
السؤال الرئيس في السجال العام اليوم يتعلق بالهوية القومية لاسرائيل: ما هي الجرعة الصحيحة بين عناصر المعادلة "دولة يهودية وديمقراطية"، وبين الماضي والمستقبل. تجري فالمعركة تدور على حياة التيار العام الذي يمثل الأغلبية المنكمشة من الاسرائيليين العلمانيين والمحافظين. وعلى الرغم من أن التغييرات الديمغرافية تزيد من قوة الحريديين والعرب، لكن بسبب الفجوات الثقافية والسياسية بين هاتين الجماعتين، فإن الإسرائيليين اليهود الذي يسافرون أيام السبت ولا يضعون "تفليم" (شريطان يوضعان حول الرأس واليد اليسرى أثناء الصلاة، ويحملان علية سوداء تضم فصولاً من التوراة)، سيسطرون على الدولة في المستقبل ايضاً.
توجه نتنياهو يتصدر صوب خطة التراث القومية التي اعلنها في الشهر الماضي، ويقف في صلب المبادرات التعليمية لوزير التربية جدعون ساعر. ان دعوة ضباط الجيش الاسرائيلي الى المدارس، وعرض منظمات اليسار على انها متعاونة مع "حملة نزع الشرعية" العالمية الموجهة ضد اسرائيل، والطلب من الفلسطينيين أن يغيروا روايتهم وأن يعترفوا بالصلة اليهودية بأرض اسرائيل، كل هذه الأمور تندمج في المسعى نفسه. يحاول نتنياهو ان يحيي رموز البنغوريونية (نسبة إلى بن غوروين): التاناخ، الجيش الاسرائيلي، علم الآثار، ترومبلدور وتال حاي. " الشعب يجب أن يعرف ماضيه ليضمن مستقبله" يقال نتنياهو، ابن المؤرخ.
ان عقيدة نتنياهو، التي يمكن ان نسميها "رأسمالية قومية"، تُدخل تحت نفس السقف السياسي المهاجرين من روسيا، الذين يتعاطفون مع الرسالة الرسمية لدولة قوية، والحريديم الذين يتعاطفون مع الرسالة "اليهودية". في نظر رئيس الحكومة، أعضاء المعسكر الخصم يعانون من الضحل الثقافي، و"ضعف المعرفة والروح"، والغرق في تنمية الذات والايمان الخاطئ بأنهم " كوسموبوليتيين" ( أصحاب الاعتقاد بالانتماء إلى العالم بأسره وليس إلى دولة أو قومية). هذه التعبيرات، من خطبة نتنياهو في مؤتمر هرتسليا الاخير، تبدو مثل ترجمة مغسولة لعبارة "اليساريون نسوا ماذا يعني ان تكون يهوديا"، التي قالها من الولاية الماضية.
مقابل النزعة القومية لنتنياهو، يقف معسكر غير متبلور، يريد ان يعزز العنصر الديمقراطي في معادلة الهوية، وان ينشىء "دولة اسرائيلية". تنحصر عقيدته في الانفتاح على العالم، في السعي الى تطور اسرائيل كدولة غربية ليبرالية، لا غيتو حصين عدواني. وبتبني العناصر الاجتماعية من تراث بن غوريون، وصولاً إلى الاشتراكية الجديدة، مع الاهتمام بالضعفاء واللاجئين وحماية البيئة ـ لكن ايضا في تقليد نماذج ناجحة عالمياً مثل شاي اغاسي وبار رافائيلي ( عارضة أزياء إسرائيلية مشهورة). ترمز تسيبي لفني الى هذه القيم، وان لم تعلم انها كذلك، فقد دفعها ناخبوها الى هناك في المعركة الانتخابية. والسؤال هل تقود المعسكر بعد ذلك ايضاً والى اي اتجاه، لا يزال سؤالاً مفتوحاً.
دولة يهودية أم اسرائيلية، التوجه نحو الماضي أم المستقبل، للانطواء ام للانفتاح ـ هذه هي مميزات السجال الحالي حول طابع اسرائيل. ان الاختلاف على مستقبل مناطق الضفة الغربية، اذا كان موجوداً اصلاً، يُشتق من ذلك فقط. أين توجد يتسهار؟

("هآرتس" 10/3/2010)
ترجمة: عباس اسماعيل

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,632,913

عدد الزوار: 6,905,250

المتواجدون الآن: 104