لماذا تحتفظ إسرائيل بالصمت أمام التهديدات السورية الإيرانية اللبنانية؟

تاريخ الإضافة الخميس 25 شباط 2010 - 7:58 ص    عدد الزيارات 847    التعليقات 0

        

في تصريحات أو بالأحرى تهديدات متلاحقة اتسمت بالدراماتيكية، أعلن وزير خارجية سورية وليد المعلم أن دمشق سوف تهب لمساعدة لبنان إذا ما تعرض لهجوم إسرائيلي، وأعلن لبنان هو الآخر أنه سوف يحارب الى جانب حزب الله، وتعهدت سورية بعد ذلك بأن تتدخل في الصراع في حال هاجمت إسرائيل الحزب، ثم ما لبثت إيران أن أعلنت بدورها انها سوف تقف بجانب سورية ولبنان إذا ما تعرضتا لهجوم إسرائيلي.
بعد هذا، خرج علينا نعيم قاسم - نائب الشيخ حسن نصر الله، سكرتير حزب الله، ليلخص كل ذلك بالقول: إن سورية، لبنان، حزب الله والفلسطينيين سوف يواجهون معاً إسرائيل في الحرب المقبلة.

ولم يشأ خالد مشعل أن يتأخر عن الركب، فقد اختتم كل تلك التصريحات قائلاً: إن حماس سوف تشارك في الصراع إذا ما نشب أيضاً.
الحقيقة أن هذا التهديد الجماعي الواضح هو شيء جديد وخطير. إذ لم يحدث من قبل أبداً أن قدمت سورية للبنان وحزب الله تأكيداً عسكرياً علنياً بوقوفها الى جانبهما مما يشجع الحزب على إشعال شرارة حرب إقليمية فعلاً.
كما لم تتمتع كل تلك الأطراف من قبل بمثل هذه المظلة العسكرية الإيرانية المعلنة الآن بشكل مكشوف.
ويمكن القول في هذا الإطار إن الحديث حول هجوم إسرائيلي ما هو إلا كلام فارغ لا أكثر ولا أقل، فالأوضاع الآن لا تسمح بالقيام به.
لكن بالرغم من هذا، لم تصدر إسرائيل رداً رسمياً على تلك التصريحات، التي ترقى لدرجة الاستفزاز العسكري، باستثناء التهديد الذي صدر عن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وأعلن فيه أن إسرائيل سوف تطيح بنظام دمشق إذا ما تورط في مغامرة عسكرية ما.. وهنا يتحمل أولئك المسؤولون عن تشكيل اتجاهات الرأي العام المسؤولية عن كل ما حدث. فبدلاً من توجيه النقد لتصريح وزير الخارجية اللادبلوماسي، كان عليهم أن يسألوا رئيس الحكومة نتنياهو عن السبب الذي جعله يحتفظ بالصمت أمام تحالف معاد معلن يمتد من إيران وحتى حماسان.
إن من المعروف عن نتنياهو إلمامه الواسع بقضايا التاريخ، لذا لابد أن تكون تلك السلسلة من التهديدات قد ذكّرته بأحداث الحرب العالمية الأولى حينما كان التحالف الألماني - النمساوي مطوقاً بحلقة من التحالفات العدائية هي: الروسية - الفرنسية (1894)، والفرنسية البريطانية (1904) والبريطانية - الروسية (1907). وعندما أقدم إرهابي صربي على اغتيال أرشيدوق النمسا فرانز فيرديناند في سراييفو، أعلنت النمسا الحرب على صربيا، ووقفت ألمانيا بجانب النمسا بينما أيد الروس صربيا وأعلنوا النفير العام (تعبئة عسكرية) بشكل جزئي. ولما وقفت فرنسا بجانب روسيا، ردت ألمانيا بإعلان النفير العام وفعلت روسيا الشيء نفسه.
وهنا وجهت ألمانيا إنذاراً للروس أمرتهم فيه بإلغاء تلك التعبئة العسكرية العامة خلال 12 ساعة. ولما لم تستجب روسيا لذلك، أعلنت ألمانيا الحرب عليها وانجذبت بقية تلك البلدان إليها.
نعم، لقد دفعت تلك التحالفات المتعادية تلك الدول لحرب شاملة بطريقة آلية تقريباً. لكن البلد الذي جر كل تلك البلدان لهذه الحرب الدموية كان صربياً، البلد الأصغر بين كل تلك الدول التي دخلت الحرب. وبالطبع يمكن لحماس أن تلعب مثل هذا الدور اليوم.
لكن يبقى على نتنياهو ان يسأل نفسه: هل كان بمقدور حزب الله السيطرة على لبنان لولا الانسحاب الإسرائيلي المخزي منه في 2000؟ وما الذي يثير التهديد لإسرائيل في الجنوب الآن ثم أليس حماس التي تسيطر على قطاع غزة اليوم بعد خروج اليهود منه؟
هل هذا كل شيء؟ لا بالطبع، فثمة تهديد آخر في الشرق، حيث يحمي الجيش الإسرائيلي والمستوطنون خاصرة إسرائيل.
وهناك أيضاً «إعلان الدولتين» وتجميد الاستيطان، وهما حلقتان إضافيتان تكملان عملية تطويق الدولة العبرية.
بالرغم من ذلك يحتفظ ليبيرمان بالصمت.

تعريب: نبيل زلف
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,691,914

عدد الزوار: 6,908,766

المتواجدون الآن: 95