ماذا إذا تجاوز الإسرائيليون الضوء الأحمر الأمريكي وهاجموا إيران؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 شباط 2010 - 7:04 ص    عدد الزيارات 764    التعليقات 0

        

بقلم امير مزروخي:

انطوى اختيار رئيس هيئة القوات الامريكية المشتركة «يوم الحب» للمجئ لاسرائيل من اجل التحدث حول معاني اللون الاحمر الاخرى على شيء من الرمزية. فهذا اللون هو رمز للعواطف المتقدة التي يمكن ان تؤدي للعنف والحرب او تكون مؤشرا للحب والاخلاص. والاحمر هو الراية التي يرفعها الجنود عند التوجه للحرب، وهو ايضا اللون الذي يحذر من خطر قادم. وباختصار، الاحمر هو لون الدم، الشجاعة، التضحية، الحب والحياة والموت.
ويبدو ان هناك دورا ايضا لهذا اللون عند المؤسسة العسكرية الاسرائيلية. فالتفكير السائد داخلها الان يشير الى انه عندما تحين اللحظة الحاسمة التي لا تجد معها اسرائيل خيارا آخر غير مهاجمة ايران، لن يكون بوسع الولايات المتحدة عندئذ اضاعة اللون الاحمر امامها.
فكما يعرف الكثيرون من المراقبين لحركة السير في الشوارع الاسرائيلية، لا يعني سطوع الاشارة الحمراء انك لا تستطيع دائما ان تتجاوزها «تكسرها». صحيح ان مثل هذا الامر قد ينطوي على اخطار كثيرة، لكن اذا كان عليك ان تصل للجانب الاخر لضرورة ما قاهرة، لن يكون هناك من يستطيع ان يقف امامك بل بمقدورك في بعض مناطق العالم ان تعبر الاشارة الحمراء اذا كان الطريق خاليا من السيارات.

خطوط حمراء

بالطبع هناك بعض الخطوط التي لا يستطيع المتحالفون تجاوزها فيما بينهم، وهناك خطوط يمكن تجاوزها ببساطة على الرغم مما قد يسفر عن ذلك من عواقب غير طيبة. ولا شك ان امريكا لا تريد ان تتجاوز طائرات اسرائيل اشارتها الحمراء وتنطلق نحو اصفهان نطنز وغيرها من المواقع الايرانية وتعرض بالتالي الجنود الامريكيون في المنطقة لخطر الرد الايراني الانتقامي وتخرب بذلك محاولة الرئيس اوباما مد جسور الوصل مع العالم الاسلامي.
لكن هناك من يقول انه حتى لو اضاءت امريكا الضوء الاحمر امام اي هجوم اسرائيل لن يصدق احد انها لم تعط اسرائيل الضوء الاخضر حتى الاصفر سرا.
ومن ناحيتها، لا تريد روسيا ان تخترق اسرائيل الضوء الاحمر الروسي لتصل الى مفاعل بوشهر الذي تبنيه موسكو مقابل مكاسب مالية ضخمة.
وبدورها لا تريد اسرائيل ان تتجاوز روسيا الضوء الاحمر الاسرائيلي وتسلم الايرانيين صواريخ S-300 المخيفة المضادة للصواريخ. لكن اذا رأى الروس ان عليهم تجاوز ذلك الضوء الاحمر من اجل مصالحهم لن يترددوا في ذلك بالتأكيد.
وما يمكن ان يحدث للعلاقات الامريكية - الاسرائيلية اذا تجاهلت اسرائيل الضوء الاحمر الامريكي وهاجمت منشآت ايران النووية؟
لن يكون لهذا عواقب كثيرة في رأي بعض المحللين السياسيين فعلى الرغم من احتجاج الادارة الامريكية بل ربما لجوئها لفرض عقوبات على اسرائيل اذا ما تجاوزت ذلك اللون الاحمر سوف يتفهم الرأي العام الامريكي الضرورة التي دفعت اسرائيل لمثل هذا العمل بل ربما يتعاطف معها.
لكن ثمة خبراء كثيرون يعتقدون ان اسرائيل لن تتجاوز الضوء الاحمر الامريكي على نحو فاضح لما يترتب على ذلك من مجازفة كبيرة يمكن ان تكون عواقبها كارثة للاسرائيليين.
والحقيقة ان ما سيحدث اذا ما تجاوزت اسرائيل الاشارة الامريكية الحمراء سوف يعتمد على نتائج الهجوم على ايران. فاذا ما تماثل الهجوم مع ذلك الذي نفذته اسرائيل ضد المفاعل النووي السوري عام 2007 سيصمد التحالف الاستراتيجي الامريكي - الاسرائيلي ولن ينهار.
لكن اذا لم تنجح المهمة الاسرائيلية على نحو قاطع ولم يتم وقف مسيرة ايران النووية. واذا توحد الايرانيون وراء نظامهم غير الشرعي، وردت ايران بضربة انتقامية عرضت بها الجنود الامريكيين بالمنطقة للأذى وارتفعت اسعار النفط سيتعزز الاحتمال عندئذ لأن تعتبر واشنطن اسرائيل بلدا غير مؤهل لدعم امريكا له.

انعزال

هنا يمكن ان تخسر اسرائيل افضل صديق لها في العالم، وربما تسحب امريكا تأييدها لهذه الدولة في مجلس الامن الذي سوف تواجه اسرائيل فيه سقوطا مدويا بل ربما احتمال فرض عقوبات دولية عليها. كما يمكن ان توقف امريكا مساعدتها العسكرية لاسرائيل لتصبح وحيدة ومعزولة امام العالم وماذا عن رد فعل أوباما؟
الواقع انه سوف يخسر كثيرا اذا ما نفذت اسرائيل ضربة ضد ايران.. فهو يسعى الان لتشكيل اجماع واسع من اجل فرض العقوبات على حرس ايران الثوري الذي يسيطر على برنامج ايران النووي وعلى الكثير من مرافق الاقتصاد الايراني. وهو بحاجة بالطبع للوقت كي تعطي هذه العقوبات النتائج المرجوة منها وهذا عدا اوباما عين قبل ايام قليلة مبعوثا خاصا للعالم الاسلامي في منظمة المؤتمر الاسلامي وشن هجوما واسعا في افغانستان بينما يواجه وضعا متزايد الصعوبة في باكستان على اي حال، سوف يعتمد الامر بالنهاية على قوة اللون الاحمر الامريكي امام اسرائيل فاذا وجه الرئيس اوباما «لا» قاطعة لرئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو، لن تقدم اسرائيل على الارجح على مهاجمة ايران.
صحيح ان هناك في عالم السياسة والدبلوماسية وسائل مختلفة للقول «لا» وصحيح ان هناك طرقاً متنوعة لتفسير كلمة «لا» اضافة لوجود درجات متعددة للون الاحمر لكن اذا اعطى الامريكيون ضوءا احمر بقوة ووضوح، لن يكون هناك مجال لتفسيرات وتأويلات اخرى، وسيتعين على الإسرائيليين عندئذ القيادة بحذر شديد.

تعريب نبيل زلف

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,101,184

عدد الزوار: 6,752,749

المتواجدون الآن: 113