هل تمهد التهديدات السورية - الإسرائيلية لحرب إقليمية جديدة؟

تاريخ الإضافة الأحد 7 شباط 2010 - 5:34 ص    عدد الزيارات 824    التعليقات 0

        

 
\"\"
 (Alwatan)
 


 

 
بقلم - ميريس لوتز:

تبادلت سورية وإسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية كلمات حادة ونارية جعلت الكثير من المراقبين يتساءلون حول ما اذا كانت هذه التهديدات تمهيداً لحرب إقليمية جديدة أم مجرد صراع مصطنع للاستمرار في الوضع الراهن الذي يسمح لحكومتي البلدين بتجاهل المشكلات الداخلية من أجل المحافظة على الأمن.
حول هذا، يقول الخبير العسكري اللبناني اللواء المتقاعد إلياس حنا: ليس من مصلحة السوريين الدخول بالحرب الآن ولقد تناول أفيغدور ليبيرمان وزير خارجية إسرائيل مسألة حساسة بمهاجمته دمشق لذا ربما يحاول السوريون الآن ربط أنفسهم بإيران وحزب الله ليضعوا عراقيل أمام قيام إسرائيل بشن حرب عليهم إذ ليس بوسع اسرائيل بالطبع الدخول بحرب على ثلاث جبهات ضد سورية، إيران وحزب الله في آن واحد.
لقد ظهر هذا واضحاً عندما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عدم رضاه على تصريحات ليبرمان العدائية والفظة التي كان قد حذر فيها الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «سيخسر هو وأسرته النظام» إذا ما اندلعت الحرب بين سورية وإسرائيل.
رئيس الحكومة السورية محمد ناجي عطري رد على تلك التصريحات بالقول: إن سورية سوف ترد على أي استفزاز، لكن نتنياهو حاول تهدئة الوضع بتكرار استعداد إسرائيل للتفاوض مباشرة مع سورية.

موجة

كانت موجة التهديدات المتبادلة هذه قد جاءت عقب دعوة وزير الخارجية السورية وليد المعلم اسرائيل إلى الكف عن إطلاق التهديدات ضد غزة، جنوب لبنان، إيران وسورية قائلاً: أستطيع القول إذا افترضنا ان الحرب ستندلع انها سوف تكون شاملة، سواء بدأت بجنوب لبنان أم بسورية.
وسارع البعض لتفسير تعليقاته هذه بأن سورية سوف تتدخل عسكرياً إذا ما شنت اسرائيل حرباً جديدة على جنوب لبنان.
جدير بالذكر أن سورية عملت خلال حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل كممر فقط لإمدادات الأسلحة للحزب، ولم تتدخل فيها مباشرة.
الحقيقة أن الإشاعات حول اعتزام إسرائيل توجيه ضربات عسكرية لإيران وحزب الله كانت قد تزايدت كثيراً بعد انتهاء أمد الموعد الرسمي المحدد للمفاوضات النووية مع جمهورية ايران الإسلامية بنهاية العام الماضي.
إذ كان كثيرون من المعلقين السياسيين قد كتبوا مقالات حول ما إذا كانت اسرائيل ستضرب حزب الله قبل أن تضرب إيران وما إذا كان بمقدور الدولة اليهودية الدخول في حرب على جبهات عدة.

دوافع

صحيفتا «السفير» و«الخبر» اللبنانيتان المتعاطفتان مع حزب الله تساءلتا في مقالين افتتاحيين حول دوافع اسرائيل واستعدادها العسكري. فقد انتقد سمير كرم في «السفير» استراتيجية اسرائيل العسكرية لفشلها في استخلاص العبر من الصراع السابق، واشار في ذلك الى تقرير المعهد اليهودي لشؤون الأمن الوطني حول التفوق النوعي العسكري لإسرائيل قائلاً: إن مؤلفي التقرير يريدون التشويش حول مسألة انتهاء عقيدة التفوق العسكري النوعي بالتأكيد أن اسرائيل لاتزال تحتفظ به رغم التطورات التي نسفته فيما بعد. وتساءل: ماذا بوسع اسرائيل عمله لاستعادة ذلك التفوق النوعي الذي دمرته المقاومة وليس الجيوش؟
واتهم سعد الله مزرعاني في تعليق آخر كتبه في صحيفة الـ«خبر» السياسيين الإسرائيليين باللجوء للاستفزاز السياسي والعسكري لإبعاد الانتباه عن الحل الذي يستند الى قيام دولتين فلسطينية الى جانب الإسرائيلية وتسأل: هل سيترجم نتنياهو وليبيرمان هذا التصعيد السياسي الى عسكري؟
وأضاف: وإذا كان الأمر على هذا النحو، هل سيبدأ بغزة، لبنان، ايران أم سورية ومضى مزرعاني قائلاً: لكن رغم ميل الزعماء الإسرائيليين للحرب والعدوان، ورغم وجود مجموعة متطرفة بشكل لا مثيل له من قبل بالسلطة في اسرائيل، ورغم الحقيقة التي تبين أن هذه المجموعة تدعمها قوى مؤثرة في الإدارة الأمريكية، رغم كل هذا، ورغم «التواطؤ» العربي الرسمي والانقسام الفلسطيني، فإن الحقائق على الأرض لن تجعل مثل تلك المغامرة الإسرائيلية سهلة... لأن الحرب لن تكون محدودة، ولأن المقاومة ستكون أوسع وأكثر تأثيراً.

تعريب نبيل زلف
 

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,244,598

عدد الزوار: 6,941,939

المتواجدون الآن: 130