إيران 2010: ثمن الهجوم!

تاريخ الإضافة الثلاثاء 12 كانون الثاني 2010 - 6:06 ص    عدد الزيارات 826    التعليقات 0

        

يوسي بيلين

ثمة جملة من العناصر الجديدة تميز الموضوع النووي الإيراني مع بداية العام 2010: السلطة ضعفت، المعارضة تشكل تهديداً حقيقياً وتبدل السلطة لا يبدو أمراً مستحيلاً. لقد وضعت الإدارة الأميركية فترة زمنية تحذيرية أمام إيران، وهذا التحذير انتهى نهاية العام الماضي. فمحاولة الحوار فشلت، وهو يُخلي مكانه، أي الحوار، للمسعى المبذول لتحقيق اتفاق حول فرض العقوبات. ويبدو أن ثمة تقارباً بين الولايات المتحدة وروسيا في الموضوع الإيراني. كما أن الكشف عن المنشأة النووية في مدينة قم، والتغيير الذي طرأ على موقف الوكالة الدولية للطاقة النووية، خلقا أجواء دولية أكثر تشدداً إزاء نوايا إيران.
يترأس حكومة إسرائيل رجل يكرر الادعاء بأن الأمر يتعلق ببرلين وأن السنة هي سنة 1939. مغزى هذا الادعاء هو أننا إذا لم نتصرف في الوقت المناسب، فستقع كارثة. وبالفعل، يملك سلاح الجو وسائل تثير الانبهار. كما أن حقيقة إمكانية القيام بعملية عسكرية معينة، وإجراء تدريبات مختلفة عليها، تخلق الرغبة كما توجد ضغطاً معيناً للانتقال إلى المرحلة العملية.
لا شك في أن الأمر يتعلق بخطر حقيقي. يتعلق الأمر بنظام متطرف، برئيس مجنون، بدولة عضو في الأمم المتحدة وتهدد دولة أخرى هي عضو أيضاً في الأمم المتحدة، بالإبادة. هذا الأمر كان ينبغي أن يدفع لإخراج إيران من الأمم المتحدة. ولا شك في أن إيران خدعت العالم، وأنها تخصب اليورانيوم بهدف الوصول إلى حافة القنبلة النووية.
خلافاً لنتنياهو، الذي يعتقد أنه إذا حصلت إيران على سلاح نووي فستستخدمه، لا أعتقد ذلك. حتى وإن كان ثمة خطر كهذا من جانب أحمدي نجاد، إلا أنه ليس الوحيد في السلطة، ولا يتعلق الأمر بمجموعة مجانين. فقادة الحكم هناك يدركون جيداً ما من شأنه أن يحصل لإيران إذا فكرت في استخدام سلاح كهذا.
في جميع الأحوال، إسرائيل ليست عرضة لخطر الإبادة، لا سمح الله. لكن من الواضح بأن مجرد حصول إيران على سلاح نووي أو على امكانية امتلاك السلاح النووي، هو أمر إشكالي جداً. مثل هذا الأمر سيخلق وضعاً جديداً يتم فيه منح مظلة للجهات الأكثر تطرفاً في الشرق الأوسط، بينما لن يكون في وسع البراغماتيين الحصول على إسناد للتسويات السياسية. فإيران النووية ستخلق في شرق أوسط خطير جداً، ولذلك يجب بذل كل جهد ممكن لمنعها من ذلك، بما في ذلك ترك الخيار العنيف مطروحاً على الطاولة، بشرط أن لا تكون إسرائيل هي من يلجأ إليه.
صحيح أن العالم العربي موحد في معارضته لتطوير سلاح نووي في إيران، ويرى فيه خطراً أمنياً أكبر من خطر إسرائيل. لكن إذا قامت إسرائيل بالعمل، لا سمح الله، فسيكون العالم العربي موحد في معارضته لنا. يمكننا أن نقول ألف مرة إن هذا نفاق، وأن نقتبس ألفي مرة ما قاله لنا هذا الزعيم العربي أو ذاك في الموضوع، لكن لن تكون لذلك أي مغزى: الشارع العربي والإسلامي لن يقبل عملية عسكرية دراماتيكية ضد دولة إسلامية.
المعرفة العلمية ستبقى في إيران. حتى في أحسن الأحول التي يتم فيها تدمير كل وسائل بناء القنبلة النووية (وهذا بالطبع غير مؤكد) فستؤدي العملية العسكرية إلى تأجيل تصنيع القنبلة، لأن الذي يعرف صنع ذلك سيحاول صنعها من جديد.
يجدر بنا الإصغاء في هذا الموضوع إلى من كان رئيساً للجنة الطاقة النووية، عوزي عيلام، وإلى رئيس الموساد السابق، إفرايم هليفي. إيران لن تجلس مكتوفة اليدين. وقد نُقل عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، الذين عرضوا في الآونة الأخيرة القدرات مقابل إيران، قولهم إن آلاف الصواريخ ستسقط على إسرائيل بعد الهجوم على إيران. "حزب الله" و"حماس" سيعملان أيضاً. هذا من دون الحديث عن العالم اليهودي، وعن الثمن الذي من شأنه أن يدفعه في أعقاب العملية الإسرائيلية.
لكن الثمن الأكثر فداحة من شأنه أن يكون الثمن السياسي. فإذا كان الحلم الصهيوني رأى إسرائيل كدولة ستصبح جزءاً لا يتجزأ من المنطقة، فإن العمل الإسرائيلي المباشر ضد دولة مسلمة سيسد الطريق أمام اندماجنا في الشرق الأوسط، أو سيبعد احتمال حصول ذلك لسنوات طويلة.
إن من يقود إسرائيل إلى مواجهة مباشرة مقابل إيران لن يضطر لأن يثبت أن هذه الخطوة محقة. بل سيضطر لأن يثبت أنها خطوة حكيمة، تقلل من مخاطر الدولة على المدى القصير، ولا سيما على المدى الطويل. من الأفضل أن نلقي على عاتقه مسؤولية كهذه.

("إسرائيل اليوم" 10/1/2010)
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,173,781

عدد الزوار: 6,758,862

المتواجدون الآن: 123