إســـرائيليـــــــون في افريـقـيـــــــا...بقلم يوسي ميلمان

تاريخ الإضافة الإثنين 11 كانون الثاني 2010 - 5:37 ص    عدد الزيارات 766    التعليقات 0

        

في وزارة الدفاع يحققون في الشبهات بأن اللواء احتياط اسرائيل زيف، وشركة "غلوبل" التي يملكها قد انتهكا قوانين التصدير الامني. ويشارك في التحقيق ممثلو وحدة التحقيقات لدى المسؤول عن الامن في وزارة الدفاع، قسم الرقابة على التصدير والمستشار القانوني للوزارة. أساس التحقيق يتركز على الاشتباه بان زيف وقّع ظاهرا على عقد بمبلغ 10 ملايين دولار، وبموجبه سيدرب وحدات في
جيش غينيا ويزوده بالسلاح، دون أن تكون لديه التراخيص اللازمة لذلك.
قضية دور زيف وشركائه وغيرهم من الاسرائيليين (بمن في ذلك وزير الخارجية الاسبق شلومو بن عامي وقائد شرطة تل أبيب السابق ديفيد تسور) في غينيا نشرت في "هآرتس" الاسبوع الماضي. في أعقاب النشر وصلت معلومات اضافية تعرض القضية في ضوء اكثر خطورة. زيف وتسور قالا لـ "هآرتس" بانهما كان لديهما كل المصادقات اللازمة من وزارة الدفاع، وعندما أمرتهما الوزارة بوقف العلاقات الامنية فقد فعلا ذلك على الفور. مصادر في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية تقدم رواية اخرى.
"غينيا ثرية بالمناجم – الماس والرصاص والبوكسيت والأورانيوم والملح – ومنذ استقلالها في 1959 سيطر عليها ديكتاتوريون فاسدون. في كانون الاول 2008 استولى على السلطة رجل عسكري اسمه موسى (دديس) كامرا، وعد بانتهاج الديموقراطية ولكنه على الفور حظر كل نشاط سياسي. ولتعزيز سيطرته في الحكم احتاج كامرا الى نظام رئاسي موالٍ وناجع. في غينيا يعمل منذ بضع سنين تاجر الالماس بني شتاينمتس، الذي حظي بالامتيازات للتنقيب عن البوكسيت والرصاص. وعقب ذلك خلاف حاد مع الشركة الاوسترالية الكبرى "ريو تينتو" التي تدعي بانها كانت يفترض أن تحظى هي بالامتياز. على هذه الخلفية نشرت في مواقع المعلومات في خارج البلاد أنباء وكأن شتاينمتس كان ضالعا ايضا في مساعي لمساعدة كامرا في ان يقيم لنفسه نظاما رئاسيا.
وتعززت المعلومات على خلفية حقيقة أن شتاينمتس سافر في الصيف الى غينيا مع صديقه رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت وقد التقيا كامرا. اولمرت تجاهل توصية وزارة الخارجية بعدم السفر الى الدولة التي يفرض الاتحاد الاوروبي ودول في افريقيا العقوبات عليها. ونفى شتاينمتس بشدة هذه الادعاءات وهدد برفع دعوى على كل من ينشرها.
من معلومات وصلت الى "هآرتس" يتبين أن من يساعد زيف في الحصول على عقد لتقديم المشورة الامنية بالفعل لم يكن شتاينمتس، بل فيكتور كينان، وهو اسرائيلي يسكن هناك منذ بضع سنوات. وكما هو مطلوب، توجه زيف الى وزارة الدفاع للحصول على إذن لاجراء مفاوضات مع غينيا على تدريب قوات الامن هناك. وقد رفضت الوزارة منحه الترخيص ولكنها سمحت له باجراء استطلاع – مرحلة أولية للمفاوضات والتي يمكن المصدِّر فيها أن يسمع مطالب المستهلك، ولكن محظور عليه أن يبحث في صفقة او يطرح عروض أسعار.
زيف وتسور وعدد من العاملين في الشركة سافروا في آذار 2009 الى غينيا. والتقوا مع الرئيس وأثاروا انطباعه. في نظرة الى الوراء، حسب المعلومات التي لدى وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، لم يكتفِ زيف باجراء استطلاع، بل أجرى مفاوضات ايضا. في نهاية المفاوضات وقع على عقد بموجبه تقدم "غلوبل" خدمتين لغينيا. الاولى – انشاء وتدريب، بما في ذلك توفير العتاد، وحدات الحرس الرئاسي وكتيبة تتشكل من ابناء قبيلة الرئيس. والثانية – حرص "غلوبل" على تأهيل اصحاب القرارات في غينيا في "ورشة عمل استراتيجية" لرفع الوعي بالقيم الديموقراطية. المسؤولية عن تنظيم الورشة كان ينبغي ان تكون في يد وزير الخارجية الاسبق بن عامي ونائب وزير الدفاع الاسبق افرايم سنيه. ويحمل العقد تاريخ 4 أيار. ممثلو "غلوبل" ادعوا امام موظفين في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع بانه في ذلك الوقت لم يحظر عليهم ادارة مفاوضات والتوقيع على عقد. في الوزارتين يعتقدون خلاف ذلك ويدعون بانه كان محظورا على زيف ورجاله التوقيع على العقد.
في ايلول ذبح جنود الرئيس المتظاهرين الذين تجمعوا في ملعب كرة القدم في العاصمة كوناكري. وحسب منظمات لحقوق الانسان فقد قتل 157 شخصا، واغتصب الجنود عشرات النساء من الجنود، وضربوا مئات المتظاهرين. حكومة فرنسا والامم المتحدة توجهتا الى اسرائيل بطلب لفحص دور المستشارين العسكريين من اسرائيل في غينيا.
بعد ثلاثة أيام من المذبحة التقى زيف وبن عامي وسنيه في حديث مع نائب وزير الخارجية داني ايالون ومسؤولين كبار آخرين في وزارة الخارجية. وفي النقاش حاول الثلاثة الاستئناف على قرار حظر تزويد بضاعتهم الى غينيا، مدعين انه "لو كنا هناك لمنعنا المذبحة". واصبح النقاش عاصفا حين رفض ايالون حجتهم أنهم يعملون هناك من أجل المصلحة الاسرائيلية وأيد المستويات المهنية في الوزارة. وأكد ايالون لـ "هآرتس" انه "بالفعل عقد لقاء صعب، ولكني لم اعتد على الحديث في مواضيع الصفقات الخاصة في الدول الاجنبية".
قبل نحو شهر رفعت وزارة الخارجية شكوى ضد زيف و "غلوبل" الى لجنة فرض القانون في وزارة الدفاع. مهمة اللجنة أن تقرر كيفية التصرف مع من خرق القانون وتجاوز تراخيص التصدير. الامكانات التي امامها هي التوبيخ أو فرض غرامة مالية أو نقل القضية الى تحقيق الشرطة بتهمة ارتكاب جناية. في وزارة الدفاع لم يتخذ بعد أي قرار، وهم يواصلون التحقيق بالقضية.
الناطق بلسان وزارة الدفاع افاد معقبا: "وزارة الدفاع تمتنع عن تقديم تفاصيل عن أعمال فرض القانون التي تتخذها في قضية هذا المصدر ام ذاك. ومن شركة "غلوبل" جاء انه حسب معلوماتهم لا يدور الحديث عن تحقيق بل عن اجراء فني للاستيضاح ما الذي حصل في اثناء اعمال تجارية عادية، وأنهم يتعاونون.



 


( "هآرتس" ترجمة "المصدر" – رام الله)  

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,189,274

عدد الزوار: 6,939,691

المتواجدون الآن: 133