اليمن قاعدة انطلاق للجهاد الإسلامي العالمي

تاريخ الإضافة السبت 9 كانون الثاني 2010 - 10:43 ص    عدد الزيارات 801    التعليقات 0

        

 

مركز سابان للسياسة الخارجية



بقلم: بروس رايدل : تبين محاولة تدمير طائرة الركاب الامريكية، التي كانت متجهة يوم عيد الميلاد من امستردام الى ديترويت، تزايد طموح جناح القاعدة في اليمن، وتحولها من حركة تعمل في اطار نشاط داخل اليمن الى لاعب بارز على مسرح الجهاد الاسلامي العالمي في العام الماضي.

فمنذ اندماجها مع القاعدة في المملكة العربية السعودية في يناير الماضي وتغييرها لاسمها لكي يصبح «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، صعدت قاعدة اليمن مستوى عملياتها في اليمن نفسه، وضربت اهدافا داخل السعودية، وتحولت الآن لتعمل على المسرح الدولي.

ومن الواضح ان حكومة الرئيس علي عبدالله صالح، التي لم تسيطر يوما بالكامل على كل مناطق البلاد، والتي تواجه الآن سلسلة من المشكلات المتزايدة تعقيدا، اصبحت بحاجة لدعم امريكي كبير لكي تتمكن من هزيمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

فمن المعروف ان القاعدة كانت منذ أمد بعيد ناشطة في اليمن موطن اسرة اسامة بن لادن الاصلي. كما نفذت اول هجمة ارهابية رئيسية لها في عدن عام 2000 عندما كادت احدى خلايا القاعدة ان تغرق السفينة الحربية الامريكية «يو.إس.إس.كول».

لكن قبل نحو سنة توحد جناحا القاعدة في السعودية لقمع شديد من جانب السلطات السعودية تحت قيادة نائب وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.



مخالب



غير ان القاعدة في شبه الجزيرة العربية ما لبثت ان أظهرت مخالبها في اغسطس الماضي حينما كادت ان تنجح في اغتيال الأمير من خلال انتحاري تمكن من المرور بمطارين على الاقل وهو في طريقه لتنفيذ عمليته.

ومن المعتقد الآن ان صانعي المتفجرات التي كان يحملها ذلك الشخص الانتحاري هم ايضا من صنع المادة المتفجرة التي حملها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب لتفجير الطائرة الامريكية. ففي اعترافها بمسؤوليتها عن محاولة نسف الطائرة في سماء ديترويت تباهت القاعدة في شبه الجزيرة العربية بصناعة تلك المادة التي لم تتمكن كل الاجهزة ووسائل التكنولوجيا الحديثة، ولا الحواجز الامنية في مطارات العالم من كشفها. وامتدحت القاعدة في بيانها «الاخوة المجاهدين في قطاع التصنيع لتركيبهم مثل هذه المادة المتقدمة جدا»، وتعهدت بالقيام بالمزيد من الهجمات.



مشكلات عديدة



والحقيقة ان اليمن عمل بين فترة واخرى خلال العقد الماضي للقضاء على القاعدة لكن دون نجاح يذكر.

سبب هذا ان لدى حكومة صالح مشكلات عاجلة منها تمرد قبائل الشيعة الزيديين المعروفين بالحوثيين في الشمال الذي تصاعد على نحو ملحوظ خلال الشهرين الماضيين بهجوم المتمردين على مناطق داخل الاراضي السعودية.

كما ان الجزء الجنوبي من البلاد الذي اندمج مع الشمال عام 1990، وخاض حربا اهلية مريرة عام 1994 حينما حاول الانفصال، لا يزال معاديا لحكومة صالح وينتظر الفرصة الملائمة للانفصال ثانية.

يحدث هذا في وقت يعاني فيه الاقتصاد من الضعف، ويعتمد بشكل كبير على عائدات النفط الذي تتناقص احتياطياته شيئا فشيئا.

امام هذا، كان لا بد ان تعرض ادارة اوباما على حكومة صالح مساعدة عسكرية اضافية، وتشجعها على ضرب القاعدة بقوة في الاسابيع القليلة الماضية. ويبدو ان هجمات الحكومة قتلت بعض زعماء القاعدة، لكن من غير الواضح تماما مدى ما انزلته هذه الضربات من اضرار بالقاعدة التي تعهدت بالانتقام، واعلنت ان ما حدث كان نتيجة للتحالف بين امريكا، السعودية، مصر وحكومة صالح.

جدير بالذكر ان القاعدة في بلاد شبه الجزيرة العربية كانت قد وفرت ملاذا لرجل الدين الامريكي - اليمني الشيخ انور العولقي الذي كان على اتصال مع ضابط الجيش الامريكي الرائد نضال حسن الذي قتل 13 جنديا من زملائه في قاعدة «فورت هود» بتكساس في الخامس من نوفمبر الماضي.



تحالف



فقد اعترف العولقي خلال لقاء مع قناة الجزيرة في الثالث والعشرين من ديسمبر انه شجع نضال على قتل زملائه الجنود لأنهم كانوا يستعدون للسفر الى افغانستان ولأنهم كانوا جزءا من تحالف صليبي - صهيوني تحاربه القاعدة. وكانت القاعدة قد امتدحت خلال اعلانها مسؤوليتها عن محاولة نسف الطائرة الامريكية يوم عيد الميلاد، المذبحة التي جرت في «فورت هود»، وحثت المسلمين الامريكيين على القيام بمثلها.

من الملاحظ، على أي حال، ان القاعدة تجد في الدول الضعيفة أو الفاشلة مثل اليمن ملاذات وقواعد انطلاق ممتازة، فاليمن تؤمن مع باكستان، افغانستان والصومال مواقعا مثالية للعمل دون تدخل خارجي يُذكر. لذا، كان الرئيس اوباما على حق عندما اعلن عن تخصيص موارد اضافية لمحاربة القاعدة، وذلك لأن جماعة بن لادن في شبه الجزيرة العربية ستتمتع بحرية اكبر للعمل والحركة اذا ما تفاقمت حالة عدم الاستقرار في اليمن.



تعريب: نبيل زلف
 

 


تاريخ النشر 09/01/2010

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,781,437

عدد الزوار: 6,914,664

المتواجدون الآن: 102