ماذا وراء التحالف الأمريكي مع ضباط مخابرات صدام في اليمن؟

تاريخ الإضافة الجمعة 8 كانون الثاني 2010 - 6:45 ص    عدد الزيارات 786    التعليقات 0

        

ديلي تليغراف



بقلم أدريان بلومفيلد: في تطور اثار دهشة المراقبين كشف أحدث التقارير عن وجود تحالف غير متوقع بين خبراء مكافحة الارهاب الامريكيين وضباط مخابرات سابقين في نظام صدام حسين، وذلك بهدف التصدي لعناصر القاعدة في اليمن. فقبل سبع سنوات فقط كان هناك عداء مرير بين الجانبين العراقي والامريكي في ميدان القتال، لكن يبدو ان فشل جهاز الامن اليمني في مواجهة القاعدة دفع الطرفين للعمل معا، وفقا لما تقوله المصادر العسكرية والدبلوماسية باليمن.

وعلى الرغم من ان بعض الشكوك المتبادلة لاتزال قائمة ولو بدرجة غير ملحوظة، يقال ان التعاون الامريكي مع هؤلاء الضباط حقق بعض الخروقات والنجاحات الاستخبارية، وساعد في تأمين فاعلية اكبر لوحدات مكافحة الارهاب اليمنية، وجعلها حرفية اكثر في معالجة هذه المشكلة.

ومن المتوقع الآن ان يزداد التعاون الأمريكي اكثر مع هؤلاء الضباط البعثيين السابقين الذين فروا من العراق في اعقاب الغزو الامريكي له لاسقاط صدام، وذلك بعد فشل الهجوم الارهابي الذي استهدف طائرة ركاب امريكية في سماء ديترويت.

وكانت كل من بريطانيا والولايات المتحدة قد تعهدتا بدعم جهود اليمن في مواجهة انصار القاعدة المحليين «القاعدة في شبه جزيرة العرب» بعد اعلان مسؤوليتها عن محاولة اسقاط الطائرة الامريكية يوم عيد الميلاد.

ويبدو ان التحالف الامريكي - العراقي جاء نتيجة للشعور بالاحباط واليأس من عجز جهاز الاستخبارات اليمني ومن الاشتباه بأنه يضم الكثيرين من المتعاطفين مع القاعدة.

حول هذا، يقول دبلوماسي غربي يعمل في اليمن: الحقيقة نحن لا نعلم اتجاه ولاء الكثيرين في اجهزة الاستخبارات العسكرية والسياسية في اليمن.

وفي هذا السياق، يقول عدد من المراقبين السياسيين اليمنيين ان جهاز الاستخبارات اليمني ساهم في عودة نشاط القاعدة، وهذا ما دفع البعض لاتهامه بالتورط او غض النظر في عملية هروب 23 شخصا من المشتبه بهم بأنهم من الارهابيين من احد سجونه في 2006.

وكان من بين هؤلاء: ناصر الوهيشي وهو زعيم بارز في «القاعدة بشبه جزيرة العرب» بالاضافة لعدد اخر من المشتبه بأن لهم علاقة بالتفجير الذي استهدف السفينة الحربية الامريكية «يو. اس. اس. كول» في مياه عدن عام 2000.

ويُذكر ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كان قد انشأ بعد ضغط امريكي في اعقاب هجمات 2001/9/11 ما يُعرف بـ «وكالة الامن القومي» ويعود الفضل لهذه الوكالة في تأمين المعلومات السرية التي ادت لشن ضربات جوية الشهر الماضي اسفرت - وفقا لمصادر اليمن الرسمية - عن مقتل العشرات من ناشطي القاعدة في شبه جزيرة العرب. وكان من بين من تم تجنيدهم لهذه الخدمة عدد من الضباط العراقيين السابقين كان بعضهم من جهاز مخابرات صدام المخيف، وهم يعملون الآن في مجال جمع المعلومات وتدريب عناصر الامن اليمنية.

ومن المفارقة ان الولايات المتحدة كانت قد طبقت في بدايات تدخلها بالعراق عام 2003 سياسة «اجتثاث البعث» وسرحت جنود الجيش العراقي.

وفر ضباط عراقيون كثيرون الى سورية قبل تلقيهم دعوة من الرئيس صالح للحضور الى اليمن.

يقول المحلل السياسي اليمني البارز فارس السقاف بعد انهيار نظام البعث في العراق جاء الكثيرون من هؤلاء الى اليمن الا انهم اعتبروه محطة انتقالية لكن بعضهم مكث فيه واصبحوا خبراء يعملون في الحكومة.

وعلى الرغم من ان غالبية هؤلاء السلفيين يتجنبون مبدأ العنف الذي يتبناه بن لادن الا ان وجود الكثيرين منهم في اجهزة الحكومة اليمنية منع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية من ابلاغ اليمن بالمعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات المركزية حول المؤامرة التي استهدفت نسف الطائرة الامريكية في سماء ديترويت.

لكن على الرغم من اعترافه بوجود تعاون بين الامريكيين والعراقيين قال دبلوماسي غربي ان هذه العلاقة لاتزال غير واضحة واضاف: علينا ألا نبالغ، لكن يبدو ان هناك تحولاً ما.



تعريب نبيل زلف

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,113,988

عدد الزوار: 6,753,555

المتواجدون الآن: 101