الصراع السياسي الداخلي دفع الحرس الثوري للهيمنة على دائرة اتخاذ القرار في ايران يعيق انفتاح واشنطن على طهران

تاريخ الإضافة الأحد 27 كانون الأول 2009 - 6:24 ص    عدد الزيارات 900    التعليقات 0

        

بقلم - مايكل سلاكمان: حتى وقت قريب من أزمة ايران السياسية الراهنة، كان خبراء الشؤون الايرانية متفقون الى حد كبير على ان جمهورية ايران الاسلامية تريد تطوير قدرتها في صنع الاسلحة النووية لكن دون انتاج مثل هذه الاسلحة، بيد ان مثل هذا الاجماع بين هؤلاء الخبراء لم يعد قائماً الان.

السبب الرئيسي لهذا هو بروز الحرس الثوري الاسلامي كواحد من اقوى مراكز القوى في عملية اتخاذ القرار في ايران.

غير ان هذا التغيير هو نتيجة ايضا لذلك الصراع السياسي داخل دائرة النخبة الحاكمة التي اخرست الاصوات الأكثر براغماتية وجعلت من المستحيل على اي شخص يؤيد التعاون النووي الا يواجه الاتهام بأنه يدعو للاستسلام للغرب والخضوع لمشيئته.

ومن الواضح ان هذا التحول نحو التشدد في ايران اعاق محاولات الرئيس اوباما فتح قناة اتصال جديدة مع القيادة الايرانية، والآن، مع تحديد نهاية هذا العام لايران كموعد نهائي لابراز رغبتها بالتعاون، يبدو ان الولايات المتحدة والغرب سيعملان على فرض عقوبات اقسى على طهران، مما سيمكن القوى الأكثر تطرفا من احتكار السلطة ولو على المدى القصير برأي بعض المحللين.



هيمنة

يقول رسول نفيسي الباحث في شؤون ايران لصالح مؤسسة راند: من الواضح ان سلوك ايران، التي هيمن عليها الحرس الثوري بشكل كبير منذ انتخابات الرئاسة، بات يفتقر كثيرا الى الحكمة والتعقل واصبح اكثر ميلاً للعنف، وهذا امر معاكس لسلوك جمهورية ايران الاسلامية الذي ألفناه سابقا، وما من شك في ان علينا ان ندرس تأثير هذا التحول على مسألة التطوير النووي بحذر أكبر.

غير ان هذا لا يعني ان ايران ستتخلى بالضرورة عن معاهدة حظر الانتشار النووي او تصنع القنبلة ثم تعلن نفسها كدولة تمتلك اسلحة نووية كما فعلت كوريا الشمالية، لكن من الملاحظ ان يد الايرانيين الذين يؤيدون الدخول بمواجهة شاملة مع الغرب اصبحت هي العليا في عملية اتخاذ القرار وهو أمر يدعو للقلق بالطبع.

ففي الاسبوع الماضي كتب حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة كايهان، التي تساند القوى الراديكالية يقول متسائلاً: هل من الممكن في ظل الظروف الراهنة الاستمرار في القول ان عضوية ايران في المعاهدة ما تزال تنطوي على الحكمة؟ أليس من الافضل والأشرف الانسحاب منها؟ ولم لا؟.

من غير الواضح في الواقع ما يمكن ان يفعله الغرب ازاء هذه المشكلة، ففي الوقت الذي ما تزال فيه مسألة فرض عقوبات جديدة غير مؤكدة تماما، يعرب الدبلوماسيون وبعض خبراء الشؤون الايرانية عن الشك في ان تتمكن مثل هذه العقوبات في كبح تحرك ايران نحو المزيد من التطرف والنزعة العسكرية، بل ويعتقد بعض هؤلاء الخبراء ان الدخول بمواجهة اكثر حدة مع الغرب من شأنه ان يعجل ذلك التحرك.

يقول دبلوماسي أوروبي عمل في ايران: الفكرة بالطبع هي ان نرى ما اذا كانت العقوبات ستؤدي الى تحول سياسي داخلي ام لا، لكنني اشك في هذا لأن الحكومة تحولت الآن لتمارس القمع على نحو راديكالي.

علي اي حال، لم تتخذ ايران بعد النهج الكوري الشمالي في نبذ معاهدة حظر الانتشار النووي والمساومة مع العالم الخارجي باعلان نفسها دولة نووية، لكن ثمة مخاوف متنامية من ان تتحرك قيادة ايران في مثل ذلك الاتجاه نتيجة للشعور بالعظمة ولخوفها من تأثير الانقسامات الداخلية.

لكن يمكن القول ان ايران سوف تخسر كثيرا اذا ما انسحبت من المعاهدة وامتنعت عن التفاوض مع الغرب، اذ ان من شأن مثل هذا الانسحاب ان يقوض زعم طهران الاول القائل ان برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية، كما يمكن ان يضعف استعداد روسيا والصين للاستمرار في تأييد ايران بمجلس الأمن الدولي، ويشجع اسرائيل على القيام بتوجيه ضربة عسكرية بمرافقة ضمنية من الغرب، كما يمكن ان يدفع مثل هذا الانسحاب ايران للسير في مسار راديكالي متشدد جداً.



نوايا

لكن مهما يكن الأمر، من الصعب في الوقت الراهن معرفة نوايا ايران الحقيقية لأن عملية اتخاذ القرارات الأكثر اهمية تتم بسرية بين المرشد الاعلى علي خامنئي ومساعديه ونخبة النخبة السياسية.

فمن الواضح ان الازمة السياسية الراهنة اضعفت عملية التشاور بتحييدها بعض اقوى الشخصيات مثل الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رافسنجاني بل وحتى الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد، اذ بينما يبرز نجاد في المسألة النووية كصوت براغماتي نجد من يُوصفون بالمحافظين البراغماتيين مثل علي لاريجاني، رئيس البرلمان الايراني، يعارضون الاتفاق مع الغرب الذي تمت مناقشته خلال الخريف.

بل وذهب لاريجاني الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع المرشد الاعلى، لأبعد من ذلك بإثارته احتمال تخلي ايران عن معاهدة حظر الانتشار النووي بالكامل.

اذا، ثمة تباين الآن نحو المسألة النووية.

لكن اذا كان المحللون السياسيون يرون في تباين مواقف المسؤولين الايرانيين على انه استراتيجية تستهدف فصل السياستين الروسية والصينية عن سياسة الغرب، الا ان ثمة احساس عام بأن هذا التباين نابع من عدم قدرة ايران، المثقلة بانقسامات، على الوصول لقرار ثابت حول المسألة النووية.

لذا، اذا كانت اغلبية المحللين تعتقد ان ايران تريد فقط امتلاك القدرة على صنع القنبلة وليس انتاجها، الا ان هذا الامر يعتمد كثيراً في الحقيقة على الوضع السياسي الداخلي حينما يكون لدى ايران ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع مثل هذه القنبلة.



تعريب نبيل زلف

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,736,223

عدد الزوار: 6,911,141

المتواجدون الآن: 97