الثورة الاسلامية يوم الجمعة في مصر قد تكون دامية..

تاريخ الإضافة الخميس 27 تشرين الثاني 2014 - 8:11 ص    عدد الزيارات 733    التعليقات 0

        

 

'الثورة' الإسلامية يوم الجمعة في مصر قد تكون دامية
اريك تراجر
اريك تراجر هو زميل واغنر في معهد واشنطن.
في يوم الجمعة 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، بينما يستعيد الأمريكيون قواهم من سبات طعام "عيد الشكر"، قد تواجه مصر أكثر أيامها عنفاً منذ أكثر من عام. فقد أعلنت الجبهة السلفية - الجماعة الأصولية التي كانت قد عارضت الإطاحة بالرئيس محمد مرسي من «الإخوان المسلمين» في تموز/يوليو 2013 - عن «انتفاضة الشباب المسلم» في ذلك اليوم ضد حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقد وافقت جماعات أخرى على المشاركة في الانتفاضة، من بينها «الإخوان المسلمين». وفي حين أنه من الصعب التنبؤ بحجم الاحتجاجات وتداعياتها، فإنها من المرجح أن تثير مواجهات حادة بين الشبان الإسلاميين وقوات الأمن الحكومية، لأن كلا الجانبين يعتبران نضالهما وجودياً.
وبالفعل، يشير المنظمون إلى انتفاضتهم بأنها «معركة على الهوية» ويسعون علناً إلى الإطاحة بالسيسي. وفي مقطع فيديو تم نشره من على اليوتيوب بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر، وشوهد من قبل أكثر من 177,000  مرة حتى كتابة هذه السطور، يتهم الناشطون الشباب الاسلاميون الرئيس السيسي بأنه يمنع تطبيق الشريعة الإسلامية (على سبيل المثال من خلال «تعليم الرقص والشذوذ والزنا»)، والسماح لوسائل الإعلام بالقيام بـ «تشتيم النبي والإسلام ليل نهار»، ومعارضة إقامة الخلافة. وبالمثل، في مقطع فيديو موسيقي باسم "الانتفاضة" من تاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر يطلق المغنون على السيسي لقب «الفرعون» ووزير الداخلية محمد إبراهيم بـ «هامان» ويساووهما مع الأشرار المذكورين في القرآن الكريم الذين رفضوا دعوة النبي موسى لعبادة الله.
وعلى نفس المنوال، أثار أنصار السيسي لغة دينية من أجل تشويه سمعة الانتفاضة. ففي بيان صدر مؤخراً، انتقد المفتي السابق المناهض للسيسي علي جمعة، الإسلاميين بقوله إن «دعواتهم للنزول بالمصاحف، إهانة للقرآن الكريم، وللدين الإسلامي». وأضاف أن «هذه الدعوات، تشبه دعوات الخوارج الذين قتلوا سيدنا عليّ، ومثل هؤلاء، لهم جزاء شديد يوازي جزاء من أهان القرآن بالسَّبّ»، مما يعني أن التمرد ضد السيسي هو غير إسلامي.
وكما هو الحال مع دعوات سابقة للتعبئة الجماهيرية ضد السيسي، من الصعب التنبؤ بمدى الإقبال الجماهيري على مظاهرات يوم الجمعة، ويمكن أن يكون ذلك مخيباً للآمال في النهاية. وعلى كل حال، فإن السلفيين المصريين منقسمون بشدة، وأكبر منظماتهم، "الدعوة السلفية" التي مقرها في الإسكندرية، قد  دعمت السيسي بقوة ورفضت أحدث الدعوات للقيام بانتفاضة. وعلاوة على ذلك، نجحت قوات الأمن في قمع محاولات أخرى جرت في الآونة الأخيرة لحشد الإسلاميين وإن كان ذلك بطريقة وحشية. ولم تكن لأي من تلك المحاولات أي تأثير على المسار السياسي في مصر أو الأمن الداخلي. وتتمتع حكومة السيسي بمزيد من الدعم القوي في أوساط الجمهور، الذي يخشى من هذا النوع من عدم الاستقرار الذي تنذر به الانتفاضة المخطط لها. وبالتالي سوف ترحب كتلة أساسية من المصريين بحملة تقوم بها الحكومة ضد المتظاهرين، مهما كانت قاسية.
ومع ذلك، أثبت منظمو الانتفاضة فطنة استراتيجية. فهم يدعون أنصارهم إلى المشاركة في مسيرة تخرج من المساجد بعد صلاة الفجر، والتي سوف تمكّن المشاركين من التوحِّد في مجموعات، مباشرة قبل اشتباكها مع قوات الأمن، حيث يشجعهم منظمو الانتفاضة بشكل صريح على القيام بذلك. ويجري أيضاً إعطاء إرشادات وتعليمات للمشاركين للاحتشاد نحو ساحاتهم العامة المحلية، مما قد يؤدي إلى انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء المدن الكبرى في الوقت الذي لا يزال الظلام يخيم على مناطق الاحتشاد. وبالإضافة إلى ذلك، توحَّد نشطاء من «الإخوان المسلمين» وسلفيين مناهضين للنظام وراء الانتفاضة، الأمر الذي يمكن أن يعزز من الإقبال على المشاركة فيها. وسوف تشمل الاحتجاجات أيضاً مثيرو الشغب من رواد مباريات كرة القدم الموالين لمرسي والمعروفين باسم "الألتراس"، الذين يعرف عنهم بأنهم مقاتلين متحمسين ضد قوات الأمن.
ونظراً لأن الإنتفاضة تدعو صراحة إلى الإطاحة بالسيسي وتحث من أجل قيام مواجهة مباشرة، فمن المرجح أن ترد الحكومة بقوة لا يستهان بها. ولهذا السبب، فإن الصور التي ستأتي من مصر يوم الجمعة ستزعج على الأرجح صانعي السياسات في الولايات المتحدة وتحفز قيام دعوات جديدة لانتقاد القاهرة وربما معاقبتها. بيد، يتعيّن على واشنطن أن تقاوم هذه الإلحاح. وفي حين أن إدارة أوباما محقة في انتقاد القاهرة لتعاملها القمعي مع الاحتجاجات السلمية منذ الإطاحة بمرسي في الصيف الماضي، إلا أن انتفاضة يوم الجمعة هي دعوة صريحة للعنف.
وعلاوة على ذلك، لا ينبغي أن تكون هناك أية أوهام لدى واشنطن حول قدرتها على التأثير إيجابياً على الصراعات السياسية الداخلية في مصر. ومرة أخرى، فإن الحكومة والمعارضين الإسلاميين يعتبران نزاعهما وجودياً، وبالتالي يرى السيسي أن استيعاب المتطرفين هو بمثابة انتحار. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الانتقادات المفرطة الموجهة تجاه القاهرة من المرجح أن تؤدي إلى تشجيع المتطرفين وتفاقم عزلة الحكومة المدعومة من الجيش - وكلاهما لا يصب في مصلحة واشنطن.
 
 
 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,172,392

عدد الزوار: 6,938,592

المتواجدون الآن: 116