خطر المتدينين المتطرفين على الجيش الإسرائيلي!

تاريخ الإضافة الإثنين 3 تشرين الثاني 2008 - 10:55 ص    عدد الزيارات 1517    التعليقات 0

        

يحاول الحاخام العسكري الرئيس، العميد افيحاي رونتسكي، ان ينشر في صفوف الوحدات، القادة والجنود "وعيا يهوديا لجيش اسرائيلي منتصر". فقد افاد عاموس هرئيل في "هآرتس" عن الجهود التي يبذلها رونتسكي ومرؤوسيه، العلمانيين السابقين الذين اصبحوا متدينين، لبث دعاية دينية في الجيش الاسرائيلي، تحت غطاء "استخدام المحفزات والمفاهيم التي يعلمها التاناخ وتراث اسرائيل لتعظيم قدرة الجيش على تحقيق الانتصار". ويمول هذا النشاط بواسطة تبرعات من مصادر خارجية، لا توضع تحت تصرف سلاح الارشاد والتوجيه في الجيش.
رئيس الاركان، الفريق غابي اشكنازي لم يضع بعد الحاخامية العسكرية في مكانها ولم يوقفها عند حدودها. فقد اكتفى بتوجيهات لاجراء فحص، وفي اعقابه اعادة رسم تقسيم العمل بين الحاخامين وضباط الارشاد. تسامح رئيس الاركان ليس في مكانه. طمع التوسع لدى الحاخامية العسكرية الى ما وراء الحدود الضيقة لتوفير الاحتياجات الدينية للجنود المعنيين بذلك يضعضع أسس وجود الجيش الاسرائيلي. اسرائيل هي دولة قانون ديمقراطية، وليست دولة شريعة. الاغلبية فيها علمانية وستتحد هذه الأغلبية اذا ما حاولوا تغيير نمط حياتها بالاكراه الديني. الجيش، كأداة المجتمع والتي تستخدمها مؤسسات الدولة، هو منظمة تحصر حقوق الخادمين فيها، ولكن مسموح لها أن تفعل ذلك فقط بشكل محدود ولغاية مناسبة. موافقة القيادة العليا على مبادرات الحاخامين العسكريين لتعريض الجنود غير المتدينين لدعاية دينية تتناقض وواجب رئيس الاركان والجنرالات ـ ومن فوقهم واجب وزير الدفاع والحكومة ـــ تجاه المواطنين الذي الزمهم القانون بارتداء البزات العسكرية.
الخطر كبير يتعرض له الجيش الإسرائيلي بشكل خاص، المبني على وحدة القيادة، دون مصدر صلاحيات خارجي، لا سياسي ولا ديني. لكل حاخام عسكري حاخامه السياسي الخاص به؛ محظور السماح لهم بالتدخل في حياة الجيش والتأثير على عقل وروح الشاب في الخدمة الالزامية. ليس الحاخامون العسكريون هم الذين يحسمون في المسائل الكبرى لليهودية والاسرائيلية، الدين والقومية. الجندي العلماني ليس أدنى من الجندي المتدين، وإنه لأمر سيئ اذا كان قادته يروجون له بان من الافضل له أن يهجر نمط حياته ومعتقده وان يسير في طريق رونتسكي وحاخاميه.
هذه القضية تطرح نقاطاً غريبة اخرى. سلاح التوجيه والإرشاد، خصم الحاخامية العسكرية في الصراع الحالي، هو من البقايا الاشكالية بحد ذاتها لفترة قيام الدولة، يمكن في عصر الاعلام الحالي الغاؤه والاكتفاء بمنح الجنود قدرة على الوصول الى المعرفة والترفيه. واذا كان صندوق "ليبي" (صندوق مساعدة الجندي) الذي أُقيم قبل نحو ثلاثين سنة لاقناع المتبرعين بمساعدة تطوير وسائل قتالية من خارج ميزانية الأمن، يستخدم بالفعل لتمويل دعاية دينية متطرفة فيجب الغاؤه. عندما يعتزل رونتسكي، في السنة القادمة وفق ما هو معلوم، من الجدير تغيير تعريف منصب خليفته وتحديده بانه "ضابط خدمات دينية رئيس".
دمج البعد الديني في غاية جيش الدفاع الاسرائيلي هو تهديد داخلي خطير. ليس فقط لانه يخدم في الجيش الإسرائيلي ايضا جنود دروز، مسلمون، مسيحيون وغيرهم؛ ليس فقط لان الاوامر الديمقراطية من شأنها أن تصطدم بالأوامر الدينية للحاخامين، ولا سيما في كل ما يتعلق بالمناطق في الضفة والمستوطنات. ينبغي على اسرائيل ان ترتدع عن أي إشارة لحرب دينية، بين رب الجيوش وبين الله. في مثل هذه الحرب ستخسر اسرائيل حتى لو انتصرت في ميدان المعركة.

("افتتاحية »هآرتس« ٢٠٠٨/١٠/٢٨)

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,159,166

عدد الزوار: 6,757,908

المتواجدون الآن: 135