القومية الهندوسية المفككة

تاريخ الإضافة الجمعة 22 آب 2014 - 7:46 ص    عدد الزيارات 598    التعليقات 0

        

القومية الهندوسية المفككة
شاندراس تشودري

استيقظت يوم الاثنين، وكنت مشدوها لأجد نفسي - بين عشية وضحاها، وضد رغبتي ومشيئتي - من القوميين الهندوس.

تحديدا، وجدت نفسي عضوا في أكبر وأصخب منظمة قومية هندوسية في الهند، منظمة راشتريا سوايامسفاك سانغ، التي لا تفرض شروطا للعضوية سوى أن يكون العضو المبتدئ هندوسيا وذكرا. واختفت السراويل القصيرة التي اعتدت النوم مرتديا إياها، وحلت محلها السراويل الفضفاضة الجذابة، الطويلة ذات اللون البيج، التي يرتديها أعضاء منظمة سانغ من كافة الأعمار وفي كافة الأحوال الجوية، فهي علامة على الانضباط الجماعي. واختفت كذلك، وضعيتي كمواطن في دولة تتميز بتعدد الثقافات – واحتلت مكانها وجهة نظر أكثر في رقيها عن ذلك الوعي الزائف.

تلاشت رغبتي المعتادة في العزلة الصباحية، وكوب القهوة الصديق، والتمشية في الحي متعدد الثقافات حيث أعيش. وبدلا من ذلك، اشتقت للبحث عن «شاخا» أو مكان التجمع المحلي لمنظمة سانغ، حيث «حالات الفرح غير المقيدة تملأ المكان». وهناك، مع أناس من نفس مستوى التفكير، يمكنني أداء التمرينات الجماعية لغرس قيم الوعي العرفي قبل الجلوس متربعا للاستماع لخطب حول أمجاد الوطن الأم، تحت العلم الزعفراني الذي يرمز للقومية الهندوسية – «هندوتفا» – في الهند اليوم.

ولكن، صرخ صوت بداخلي، تمهل قليلا. كيف يمكن للأمة الهندية أن يتساويا مع العقيدة الهندوسية؟ حتى لو كانت نسبة 80 في المائة من الهنود ممن يصفون أنفسهم بالهندوس، فإن ذلك يعني أن واحدا من كل خمسة أفراد ليس كذلك.

هناك بالتأكيد إجابة لكل تلك التساؤلات العابثة. خلال إجازة نهاية الأسبوع الماضي، أدلى موهان بهاجوات (64 عاما) من أعضاء منظمة سانغ والصديق المقرب من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بتصريحات علنية وواضحة للغاية في لقاء عام في مدينة بوبانسوار الشرقية. وكما ورد بشكل صريح وبارز على موقع منظمة سانغ، يقول موهان بهاجوات: إن كل من يعيشون هنا في هندوستان هم من الهندوس. وقد تختلف طقوس عباداتنا، وقد لا يقيم بعضنا طقوس العبادة أصلا، وقد تختلف اللغات التي نتحدث بها، وقد ننتمي إلى مختلف أقطار هذه الأرض، وقد تتباين كذلك عاداتنا الغذائية. ولكن، جميعنا كيان واحد. إننا أمة واحدة. جميعنا هندوس. تماما مثل أولئك الذين يعيشون في إنجلترا هم من الإنجليز، وجميع من يعيش في ألمانيا هم من الألمان، وجميع من يعيش في الولايات المتحدة هم من الأميركان، فإن جميع من يعيشون في هندوستان هم من الهندوس. إنه لشيء بسيط على الفهم والإدراك. إن هندوتفا هي جنسيتنا. إننا أمة واحدة. إننا جميعا هندوس.

إن التأكيد على ذلك المفهوم المعقد يستدعي تصميما كبيرا لتجاهل تاريخ شبه القارة الهندية، ولتوحيد تاريخ القومية الهندوسية مع تاريخ الهندوسية ذاته، وازدراء الدستور العلماني الحديث للأمة الهندية.

وعلاوة على ذلك، فإن ذلك الأمر يتطلب موقفا مساندا تجاه المسلمين، والمسيحيين، والسيخ، والفرس، والقبائل، ناهيك عن ذكر المعارضة الهندوسية نفسها مثل الملايين من هندوس الطبقة الدنيا الذين يختلفون مع النظام الطبقي، أو أولئك الذين يعتقدون أن دينهم شديد التنوع من الناحية الداخلية حتى تتولى طائفة واحدة مسؤولية توجيه طقوس وممارسات العبادة.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,714,606

عدد الزوار: 6,909,972

المتواجدون الآن: 88