ما هدف استراتيجية بريطانيا من مد جسور الإتصال مع حزب الله؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 كانون الأول 2009 - 7:33 ص    عدد الزيارات 760    التعليقات 0

        

اجتماعك مع عدوك لا يمنحك السلطة لإملاء شروطك عليه
ما هدف استراتيجية بريطانيا من مد جسور الإتصال مع حزب الله؟
 

 

 



تاريخ النشر 08/12/2009

 

الـ : غارديان

بقلم: جيمس دينلو

اعرب وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند خلال لقاء مع صحيفة الـ «ديلي ستار» اللبنانية هذا الاسبوع عن اعتقاده بأن القيام باتصال مدروس جيدا مع سياسيي حزب الله ومع اعضائه في البرلمان هو افضل وسيلة لدفع هذه المجموعة لنبذ العنف وللعب دور بناء في السياسة اللبنانية.

ومن المعروف ان حزب الله يقود مجموعة المعارضة في حكومة الوحدة الوطنية، التي لم يتم الاتفاق عليها الا بعد خمسة اشهر من المشاحنات والمساومات السياسية.

لذا، ترى وزارة الخارجية البريطانية ان التعامل مع هذه المجموعة الشيعية - حزب الله - يمكن ان يشكل خطوة عملية لتعزيز الدولة اللبنانية امام الدولة الاخرى القائمة على الاراضي اللبنانية التي هي دولة حزب الله.

للوهلة الاولى تبدو دوافع ميليباند في هذا المجال معقولة وسليمة، اذ لو دخل حزب الله ساحة النشاط السياسي العام، وابتعد عن الجانب العسكري، لقلل ذلك احتمال تجدد الصراع مع اسرائيل، ولفتح الباب امام ممارسة ضغط اكبر على الجماعات المتطرفة الاخرى داخل لبنان ومنها انصار «القاعدة»، كما يمكن عندئذ تحديد العلاقة بشكل واضح بين حزب الله والدولة الرئيسة المؤيدة له: ايران.

لكن ما من شك في ان مثل هذه المهمة تنطوي على الكثير من الصعوبات، فحزب الله تأسس بالاصل بفضل جهود ايران واوضح في بيانه الرسمي الاول عام 1985 ان غايته اقامة جمهورية اسلامية في لبنان. غير انه ما لبث ان اصبح مع مرور السنوات منظمة وطنية تهتم اكثر بالسياسة اللبنانية كما ظهر ذلك في بيانه الحزبي الثاني الذي اصدره اخيرا. غير انه لا يزال مع ذلك يعتمد بدرجة كبيرة على الدعم المالي والعسكري السوري والايراني، ويستجيب بالطبع للمسائل التي فيها مصلحة متبادلة مع دمشق وطهران. ومن الملاحظ في هذا السياق ان ايران تعهدت في الآونة الاخيرة زيادة تمويلها للمجموعات التي تعمل خارج اراضيها بمقدار 20 مليون دولار.



لعبة القط والفأر



والآن مع استمرار الحرب الباردة بين ايران والغرب، واتسامها بلعبة «القط والفأر» المتمحورة حول برنامج تخصيب اليورانيوم الايراني، يعرب النقاد في جناح اليمين الامريكي عن ابتهاجهم بالزعم انهم كانوا على صواب عندما ذكروا ان محاولة التعامل مع ايران لن تحقق شيئا يذكر. والواقع ان مسار هذا التعامل يبدو في الوقت الراهن غير واضح تماما. ففي الاسبوع الذي اعلن فيه الرئيس اوباما عزمه نشر 30.000 جندي امريكي في افغانستان المجاورة لايران، قالت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة: بما ان خيارات ايران لا تشير على ما يبدو الى استعدادها بعد لقبول عرض الغرب للتعامل معها، سوف نتجه الآن لممارسة المزيد من الضغط على طهران.

لكن اذا ادى مثل هذا الضغط الى مهاجمة منشآت ايران النووية بالنهاية، سوف تصبح اسلحة حزب الله فجأة مهمة جدا في رد ايران على الضربة التي استهدفتها.

من هنا، يمكن القول ان نزع اسلحة الحزب هو الهدف الحقيقي لاستراتيجية بريطانيا في التعامل ولو جزئيا معه. بل وشرح ميليباند نفسه هذه النقطة عندما قال: نود ان نؤكد تصميمنا على تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701، الذي يدعو لنزع اسلحة الميليشيات في لبنان، بسرعة.



خط أحمر



غير ان اسلحة حزب الله يعتبرها زعماؤه خطا احمر لا يمكن تجاوزه، وعلينا ان نتذكر في هذا الاطار ان محاولة حكومة الرابع عشر من مارس، التي يؤيدها الغرب، التصدي لقدرات الحزب في السيطرة على مناطقه عام 2008 هي التي دفعته لاجتياح القسم الغربي من بيروت.

لذا، ثمة تهديد كامن هنا يتمثل في مقدرة الحزب على تعبئة اكثر من 40.000 مقاتل، كما برهنت حرب عام 2006 مهارة الحزب في استعمال الاسلحة المضادة للدبابات والسفن، وقدرته في استخدام تكنولوجيا الاجهزة اللاسلكية ووسائل القتال ليلا. وهناك قلق اسرائيلي حول مدى الصواريخ التي حصل عليها الحزب في الفترة الاخيرة، وحول اكتشافه للاعمال التي تقوم بها الاستخبارات الاسرائيلية في لبنان.

لكل هذا، اذا كان ميليباند يعتقد ان التعامل مع حزب الله، ولو على مستوى منخفض، يمكن ان يشكل اساسا لنزع اسلحته، عليه - ميليباند - ان يتذكر اذا ان حتى تحالف الرابع عشر من مارس تراجع عن مطلبه الخاص بنزع اسلحة الحزب كجزء من عملية تشكيل الحكومة. فقد نقلت وسائل الاعلام عن طارق متري وزير الاعلام اللبناني تأكيده ان من حق لبنان وحكومته وشعبه وجيشه ومقاومته تحرير كل الاراضي اللبنانية (مزارع شبعا).

وما من شك، على أي حال، ان التعامل مع حزب الله هو اعتراف بموقفه القوى داخل الدولة اللبنانية المنقسمة على نفسها. وهذا يعني بكلمات اخرى ان الدعوات المطالبة بنزع سلاحه سوف تقع على اذان صماء ما لم تتوافر عوامل اخرى سلفا.

ان قولنا هذا لا يعني اننا ضد التعامل مع الحزب بل هو دعوة للواقعية التي تبين ببساطة ان الموافقة على الالتقاء بعدوك لا تمنحك السلطة لإملاء شروطك عليه.



تعريب: نبيل زلف
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,789,723

عدد الزوار: 6,915,095

المتواجدون الآن: 99