«حماس» بعيونٍ عربية: بوادر إحياء قليلة، باستثناء الضفة الغربية

تاريخ الإضافة الخميس 31 تموز 2014 - 7:35 ص    عدد الزيارات 573    التعليقات 0

        

 

«حماس» بعيونٍ عربية: بوادر إحياء قليلة، باستثناء الضفة الغربية
ديفيد بولوك
ديفيد بولوك هو زميل كوفمان في معهد واشنطن ومدير منتدى فكرة.
إنّ أي تقييم لشعبية «حماس» أو سلطتها السياسية في الوقت الحالي سيكون بطبيعته تجريبياً ومستنداً على الأخبار المتناقلة، وذلك بسبب ندرة المعطيات الإحصائية من جهة واستمرار أزمة [غزة] من جهة أخرى. لكن الأدلة القليلة المتوفرة - سواء من استطلاعات الرأي أو المقابلات أو التغطية الإعلامية أو التعليقات أو التصريحات الرسمية - تشير بقوة إلى عدة توجهات ذات دلالات هامة.
ولا بد من الانطلاق من معطيات موثوقة مستقاة من استطلاعات الرأي، مع العلم بأن معظم هذه المعطيات يعود إلى فترة ما قبل الأزمة الراهنة أو بدايتها، ما يعني أنها ليست محدثة بالكامل. وحتى مع ذلك، تظهر هذه المعطيات بشكل قاطع تضاؤلاً بالغاً لشعبية «حماس» بين العرب: في مصر، في الأردن، في لبنان، وبين العرب الإسرائيليين وخاصة في قطاع غزة. فقد كشف استطلاع للرأي أجراه "مركز بيو للأبحاث" في الربيع أن الأغلبية الواضحة في جمبع هذه المناطق (باستثناء بين الشيعة اللبنانيين) لا تنظر برضاً إلى «حماس». والملفت أيضاً أن نسبة 80 في المائة من الأتراك أيضاً يشاركونهم هذا الرأي بالرغم من الدعم الصاخب الذي يبديه رئيس حكومتهم لتلك الحركة.
وفي السياق نفسه، يشير استطلاع للرأي العام الفلسطيني ذو مصداقية أُجري بين 15-17 حزيران/يونيو، أن زعيمَي حركة «حماس» اسماعيل هنية وخالد مشعل حصلا مجتمعين على نسبة دعم إجمالية بلغت 15 في المائة بين سكان قطاع غزة في حين أعرب 70 في المائة من المُستطلعين عن رغبتهم في تنفيذ الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ومع أن البعض يفترض أن الهجوم الحالي الذي تشنه «حماس» أعاد إحياء شعبيتها التي فقدتها في الشارع العربي، إلا أن الأدلة على هذا الافتراض ضئيلة - باستثناء الضفة الغربية.
ففي تلك المنطقة، وفقاً لاستطلاع فلسطيني موثوق آخر أجراه "مركز العالم العربي للبحوث والتنمية" ["أوراد"] الذي مقره في رام الله بين 19 و21 تموز/يوليو، ارتفعت شعبية «حماس» بشكل كبير حيث بات 85 في المائة من سكان الضفة الغربية يؤيدون "دورها في النزاع الحالي". وينسب بعض المحللين الفلسطينيين والإسرائيليين هذا التحول في المشاعر إلى لهجة السلطة الفلسطينية هذا الأسبوع التي أيدت الكثير من مطالب «حماس»، وذلك في الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمود عباس في 22 تموز/يوليو وما رافقه من تصريح لقيادة السلطة الفلسطينية. ولكن حتى في الوقت الحاضر يقول 31 في المائة فقط من سكان الضفة الغربية إن ولاءهم السياسي لـ «حماس»، فيما تتفوق النسبة التي تدعم وقف إطلاق النار الفوري (51 في المائة) على النسبة الرافضة له (44 في المائة)، خلافاً لموقف «حماس».
وفي داخل قطاع غزة أيضاً، تشير المقابلات التي تجريها وسائل الإعلام العربية والغربية مع "المارة في الشارع" إلى رغبة واسعة بوقف إطلاق النار، فيما يعرب القليلون عن دعمهم لـ «حماس». كما أن بعض سكان غزة "يسحبون أرجلهم". ووفقاً لمراسل عربي يجاهر بتعاطفه وعلى الملأ هناك، كما كتب في صحيفة "المونيتور" في 15 تموز/يوليو، هناك "مئات العائلات التي تتجاهل تماماً دعوات وزارة الداخلية... بأن تبقى في بيوتها"، ويقال أن عدد الأشخاص الذين لجأوا إلى مرافق الأمم المتحدة يناهز اليوم المئة ألف. ويقيناً، إن غالبية سكان غزة لم يبارحوا أماكنهم، على الأرجح بدافع الخوف أو بسبب تسليم أمرهم للقضاء والقدر أو حتى افتقارهم إلى خيارات أفضل من التضامن مع «حماس».
وفي إطارٍ أوسع، يبدي الإعلام العربي تعاطفاً كبيراً مع المدنيين الفلسطينيين، وينتقد إسرائيل، فيما يعرب أحياناً عن إعجابه بصواريخ  «حماس». والأرجح أن هذا النقد الموجه إلى إسرائيل - من المصادر العربية والدولية على حد سواء - سيتزايد كلما طال أمد العملية العسكرية (إقرا مقالة ذات علاقة حول دراسة جرت عن المظاهرات المتعلقة بغزة في جميع أنحاء العالم). ومع ذلك، فعلى العموم، لا يبدي الإعلام العربي بشكل خاص دعمه لحركة «حماس» بحد ذاتها لا كحركة سياسية ولا كمنظمة إسلامية. ويعكس بعض هذا التغيّر عداء الإدارة المصرية والسعودية والإماراتية الأكبر تجاه جماعة «الإخوان المسلمين» وتشعباتها. بالإضافة إلى ذلك أن الكثير من العرب منشغلين بأزمات أخرى أم قلقين حيالها والتي هي أقرب إلى ديارهم. وعلى حد قول المحلل الفلسطيني البارز غسان الخطيب في مقالته في صحيفة فاينانشال تايمز في 23 تموز/يوليو، "ثمة مشاكل لا تقل أهميةً عن غزة سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا... [و] للمرة الأولى تجد غزة نفسها في خضم  صراع إقليمي على السلطة لا سيما بين مصر وقطر."
أما على الساحة الدبلوماسية فلم ينفك سفراء مصر وتونس والمملكة العربية السعودية إلى الأمم المتحدة، من بين آخرين، يتحدثون بتشبث خلال الأيام القليلة الماضية عن مسؤولية إسرائيل عن مصير المدنيين في غزة، ولكنهم لم يقدموا دعماً موازياً لحركة «حماس». كما أن التصريحات الرسمية العربية الصادرة عن الجامعة العربية والعديد من الحكومات الفردية، ومن ضمنها السلطة الفلسطينية، أيدت بشكل ثابت وقف إطلاق النار على الفور - على الرغم من اعتراضات «حماس» الشرسة، التي بدأت تضعف على ما يبدو. أضف إلى ذلك أن بعض الحكومات، من بينها السعودية وقطر، تقدم المساعدات الإنسانية لغزة - إنما هنا أيضاً ليس لحركة «حماس» مباشرة. وفي ما يخص الدبلوماسية الأمريكية، ينطوي مركز الجاذبية الجديد هذا في السياسة العربية على إمكانية الترويج لاتفاق وقف إطلاق نار يخدم الشعب الفلسطيني، ولكن ليس منظمة «حماس» الإرهابية.
 
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,702,935

عدد الزوار: 6,909,374

المتواجدون الآن: 103