يتحدثون أكثر من لغة بملامح غربية وكفاءة علمية ...إسلاميو أوروبا التهديد الحقيقي لإسرائيل

تاريخ الإضافة الأحد 29 تشرين الثاني 2009 - 6:25 ص    عدد الزيارات 937    التعليقات 0

        

سربرنيتشا ويوئيل شالومي - هآرتس-ترجمة: معتز أحمد  
تكررت خلال الفترة السابقة رحلاتي إلى قارة أوروبا، وهي الرحلات التي سجلت فيها العديد من المشاهدات والأحداث الهامة، بداية من التطور الكبير الذي تشهده القارة، وحتى البحث في أوضاع الأقليات التي تعيش فيها، خاصة الأقليات الإسلامية أو العربية.
والملاحظ عند الحديث عن أبناء هذه الأقليات بالتحديد ارتباطهم الوثيق بالأصول التي انحدروا منها، ويصر العرب وبعض من المسلمين الأوروبيين على تعريف أنفسهم بأنهم من أصول عربية، سواء أكانوا فلسطينيين أم مصريين أم عراقيين أم جزائريين، وينسون تماما جنسيتهم الأوروبية الجديدة التي حصلوا عليها.
صحيح أن هناك مسلمين أوروبيين ولدوا وعاشوا في أوروبا ولا يعرفون شيئا عن الشرق الأوسط، إلا أن هناك طائفة عربية إسلامية أخرى هاجرت إلى أوروبا تصر على الافتخار بأصولها العربية.
غير أن المثير للانتباه أن جميع هؤلاء العرب من العاشقين لأوطانهم الأصلية يتخلون عنها عند وقوع أي مشكلة أمنية، وعلى سبيل المثال وفي بوابات العبور في المطارات الأوروبية المختلفة أو حتى في أميركا ينسى العربي أصله ويتمسك بجنسيته الجديدة التي ستجعله خاضعا لمعايير تفتيش ثانوية وبسيطة، مثله مثل أي مواطن أوروبي، بخلاف المعايير الجديدة التي يتعرض لها إن كان عربيا أو مسلما.
ولقد كنت منذ قرابة 15 عاما عضوا في لجنة تقصي الحقائق تجاه ما يحصل في سربرنيتشا واستكشاف أسباب اشتعال الأوضاع هناك، وهي اللجنة التي شكلتها هيئة الأمم المتحدة، وكان هناك بعض من العرب أعضاء في هذه اللجنة بالفعل، وكانوا يذهلون عندما يعرفون أنني إسرائيلي، ويطرحون أسئلة هامة أبرزها كيف تريد تقييم الحقائق وأنت من دولة احتلال تريد هضم حقوق الفلسطينيين وقتلهم بلا رحمة، وكنت أجيب إجابة قاطعة وهي أن الطرفين أخطأا، إسرائيل والفلسطينيون، غير أن الأولى تنتهج سياسة عملية لحل الصراعات، في حين تقوم الثانية بالبكاء على ما جرى ولا تمنح المجتمع الدولي الفرصة لمساعدتها.
الغريب أن أحد العرب ممن كان عضوا في هذه اللجنة اتصل بي من فترة وأبلغني أنه ما زال يتذكر كلمتي التي قلتها له منذ 15 عاما مستشهدا بما يحدث الآن من اقتتال فلسطيني داخلي بين حركتي فتح وحماس، وهو الاقتتال الذي لم ولن يهدأ طالما بقى العرب يتبنون النظرة السطحية للأمور بهذه الصورة.
غير أن الملاحظ في هذه الرحلة هو رؤيتي للعديد من النماذج الأوروبية المتميزة من المسلمين سواء من الأطباء أو المهندسين أو المفكرين، وهي النماذج المقتنعة تماما بأحقية الفلسطينيين في تحديد أطر الصراع، بل وتدعم حقهم في الحصول على القدس، وبأن إسرائيل هي الطرف المحتل ويجب عليها الانسحاب من الأراضي المحتلة من أجل تحقيق السلام مع العرب.
اللافت أن صوت هذه الطائفة بات عاليا للغاية، والأهم من كل هذا أنه وصل إلى الكثير من الأطر الدولية والمنتديات، وبات يؤثر على إسرائيل، خاصة أن بعض المفكرين الأوروبيين باتوا يزعمون -نتيجة للنظريات التي يرددها ويؤمن بها هؤلاء المسلمون الأوروبيون- أن إسرائيل هي السبب في الأزمة التي تعيشها عملية السلام، وأن الشرق الأوسط من الممكن أن يكون أفضل بكثير إن التزمت إسرائيل بقواعد الشرعية الدولية ومنحت الفلسطينيين والعرب حقوقهم.
الخطير في هذه المسألة أن بعضا من الدعاوى البرلمانية والسياسية الأوروبية باتت تطالب بضرورة إعادة النظر في المناهج والتحركات السياسية التي يتخذها القادة والمسؤولون الأوروبيين تجاه القضية الفلسطينية، بل ويزعمون أن الفلسطينيين أصحاب حق ويجب إعادته لهم.
وهذه الخطوة بالتحديد تمثل خطورة كبيرة علينا في إسرائيل، خاصة أنني ومن خلال رحلاتي إلى أوروبا لمست مدى تأثيرها الخطير على العقلية الأوروبية، بل واقتناع العديد من الأوروبيين بها.
ومن هنا بات يواجهنا عدو جديد وهو الأوروبي الإسلامي، هذا الإنسان الذي يعيش في أرقى قارات العالم ويتمتع بالإمكانيات العلمية والفكرية التي تؤهله لطرح وجهة نظره بحرية كاملة دون مضايقة من أحد، ويتحدث أكثر من لغة سواء الفرنسية أو الألمانية أو الإنجليزية أو حتى السويدية، وهو ما يعد أكثر وأخطر تأثيرا، وكانت إسرائيل في الماضي تزعم أن العرب والإسلاميين هم في الغالب أناس إرهابيون لا يجب الحديث أو الإنصات لهم نظرا لما يمثله الحديث معهم من مخاطر إرهابية، وساعد على ترسيخ هذا المفهوم تأييد الكثير من المفكرين العرب أو المسلمين للعمليات الانتحارية التي يقوم بها أعضاء الجماعات الفلسطينية في قلب إسرائيل، بل والأهم تأييدهم للكثير من العمليات الإرهابية التي تعرضت لها أوروبا والعالم بداية من التفجيرات الإرهابية في الشوارع وحتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي وجدت من بين المفكرين الإسلاميين من يدعمها بل ويؤكد أنها رد فعل طبيعي على ما يتعرض له المسلمون من أزمات وانتهاكات على الصعيد الإقليمي أو الدولي. والحاصل أن إسرائيل كانت تستفيد من الآراء العالمية التي كانت تظهرها في صورة الدولة المجني عليها، واستطاعت إسرائيل بالفعل تحقيق العديد من المكاسب من وراء هذه الآراء، الأمر الذي يجعل من مواجهتنا لهذه الآراء الأوروبية الإسلامية ضرورة كبرى حتى لا نستمر في خسارة المزيد والكثير من دعم العالم لنا.

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,192,168

عدد الزوار: 6,939,844

المتواجدون الآن: 126