الطريق إلى دمشق مُعبدة

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 تشرين الثاني 2009 - 7:45 ص    عدد الزيارات 775    التعليقات 0

        

أوري سفير

ثمة شيء ما يُطبخ بين واشنطن ودمشق: الرئيس باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، يكثران من الحديث عن السلام الاقليمي وليس فقط عن السلام الاسرائيلي ـ الفلسطيني، ورئيس سوريا بشار الاسد يدعو اسرائيل الى استئناف المحادثات. ينبغي على اسرائيل ان تفكر بجدية بأمر الدخول في مفاوضات بشأن السلام مع سوريا، وتبني مبادرة أميركية لتسوية تتضمن انسحابا اسرائيليا من الجولان، ترتيبات أمنية واقامة محميات طبيعية ومناطق سياحية في الجولان.
اذا ما قامت سوريا بتبريد علاقاتها بإيران وحلفائها واختارت السلام، فيجب على إسرائيل عندها التقدم نحوها ـ حتى مقابل الجولان. ينبغي على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ان يتبنى نهجا واقعيا للمفاوضات، وان يأخذ بالحسبان ايضا تغييرا في التركيبة الائتلافية وضم كديما الى الحكم.
كرئيس للوفد االاسرائيلي للمفاوضات مع سوريا في نهاية 1995 وبداية 1996 من الصعب علي ان اصدق بأن المواقف المبدئية للسوريين قد تغيرت منذ ذلك الحين. فقد تلقت سوريا وعدا أميركيا، "الوديعة" التي سلمها رئيس الحكومة اسحاق رابين لوزير الخارجية وارن كريستوفر: اذا ما استجيب لكل المصالح الاسرائيلية، ولا سيما في مجالات الأمن وجوهر السلام، فستكون اسرائيل مستعدة لانسحاب شامل من الجولان. رابين لم يحدد مكان الحدود، بينما السوريون طالبوا بخطوط 1967. في مجالات الامن والسلام حققنا تقدما ولكن المحادثات توقفت في اعقاب الارهاب الفلسطيني واللبناني وحملة "عناقيد الغضب".
على حكومة نتنياهو ان تدرك بأنه من دون انسحاب شامل من الجولان ـ لن تكون تسوية. اسرائيل لا يمكنها ان توافق على خطوط الرابع من حزيران 1967، ما سيجلب السوريين الى بحيرة طبريا. يتعين أن تكون الحدود حلا وسطا بين الخط الدولي من العام 1923 وبين خطوط 1967.
لدى سوريا جيش نظامي، ولدينا جيش احتياط، لهذا يجب أن نضمن ألا تقوم سوريا بشن هجوم مفاجئ: يجب الإصرار على نزع السلاح حتى العمق السوري، بحيث يستغرق إحضار دبابة إلى خط الحدود 48 ساعة، والأمر الاستثنائي سيكون منطقة دمشق، حيث تحتفظ سوريا هناك بقوات للحفاظ على النظام. كما يجب أن تصر إسرائيل أيضا على ابتعاد سوريا عن إيران وحزب الله وحماس، وألا تساند أو تستضيف تنظيمات إرهابية.. إن السلام مع سوريا، حتى بحسب كلام السوريين، هو نافذة للسلام الشامل في الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة ستؤدي دورا أمنيا، في تقديم المعلومات الاستخبارية لاسرائيل، الإشراف على الترتيبات الامنية ويحتمل ان تفعل ذلك ايضا بتواجد قوة لها في الجولان. ينبغي على اسرائيل ان تفكر في اقامة حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، كجزء من "رزمة السلام" مع سوريا.
بالنسبة لجوهر السلام، على اسرائيل الإصرار على التطبيع الكامل. لقد وافقت سوريا على علاقات تجارية وسياحية. ومن المهم الا ينحصر التطبيع في وثائق قانونية، بل ان تقام ايضا مشاريع مشتركة. من المُستحسن ان يتحول الجولان إلى منطقة سياحية خاصة، تتضمن محميات طبيعية وفنادق، يُسمح للاسرائيليين ايضا بزيارتها. السياحة ستكون ايضا ضمانة امنية.
يتعين ان يجلب السلام حلا للاحتياجات المائية لاسرائيل وسوريا. من المهم ان يتواصل تدفق المياه من سوريا ولبنان الى اسرائيل، وينبغي التخطيط لمشاريع تحلية مشتركة للدول الثلاث.
امكانية السلام مع سوريا تعتبر في نظر الكثيرين، ولا سيما في اليمين، غير عملية او كلعنة. الأمر ليس كذلك. هذا السلام يحمل القيمة الامنية الاكبر لإسرائيل، والتقدم مع سوريا لن يأتي على حساب المفاوضات مع الفلسطينيين، وهو ضلع هام في مبنى السلام الاقليمي المرجو. على حكومة نتنياهو استغلال المواقف الأميركية، التقدم في هذه الاتجاهات، والحرص على أمن اسرائيل على المدى البعيد.

("هآرتس" 22/11/2009)
ترجمة: عباس اسماعيل

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,696,950

عدد الزوار: 6,909,017

المتواجدون الآن: 107