لا مفر من انتهاج سياسة الاحتواء لمنع إيران من التحول لقوة نووية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 24 تشرين الثاني 2009 - 7:10 ص    عدد الزيارات 775    التعليقات 0

        

 

جيروزالم بوست

بقلم: توفاه لازاروف : بدأ المحلل العسكري الامريكي كينيث بولاك يفكر من الآن لمواجهة شيء يعتقد الكثيرون انه غير وارد او لا يمكن تصوره هو بروز ايران كقوة نووية.

فهو لا يعتقد ان على الغرب الكف عن سعيه لوقف اندفاع ايران نحو امتلاك القوة النووية من خلال العقوبات الاقتصادية فحسب بل ويؤمن ان هذه العقوبات لن تحقق على الارجح الهدف المنشود منها.

يقول بولاك، الذي كان محللا عسكريا في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سابقا وكان ايضا مديرا لقسم شؤون الخليج العربي في مجلس الامن القومي: بالنهاية ربما يتعين عليك التفكير بغزو ايران اذا كنت تريد وقف برنامجها النووي لكني لا ادري ما اذا كان هناك احد يريد ان يفعل ذلك، ويضيف بولاك الذي هو الآن مدير مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط في معهد بروكينقز بواشنطن قائلاً: لذا علينا التكفير جيدا بمسألة احتواء ايران لاننا ببساطة لا نمتلك خيارات عسكرية طيبة، ولاشك ان بروز ايران كقوة نووية هو امر في غاية الخطورة لكنني احبذ استنفاد كل البدائل المعقولة الاخرى وذلك لخشيتي من ان يكون اقناع النظام بالتوقف عن مساعيه النووية امرا صعبا جدا في هذه المرحلة وسبب قولي هذا هو لان الاحتواء هو الخيار الافضل والاكثر امانا ولاني اعتقد انه سيكون حتميا بالنهاية.



العاصفة المتوعدة



جدير بالذكر ان بولاك كان قد اشتهر حينما تنبأ عندما كان محللا شابا في الرابعة والعشرين بقيام العراق بغزو الكويت.

كما ساعد كتابه الذي صدر في 2002 تحت عنوان: «العاصفة المتوعدة: حالة تفرض غزو العراق» في اقناع الامريكيين بضرورة غزو هذا البلد.

غير انه ما لبث ان اتخذ بعد سنتين من ذلك موقفا مغايرا جدا في كتابه الثاني: «اللغز الفارسي» وذكر فيه ان «الدبلوماسية» وليس «القوة» هي الطريق الصحيح للتعامل مع ايران.

قال بولاك في تبريره تغيير موقفه انه تذكر، عندما وضع كتابه الثاني، الاخطاء والعقبات التي واجهتها الولايات المتحدة خلال حرب العراق، ولاحظ ان ايران بلد مختلف جدا وقيادته لا تتماثل مع قيادة صدام حسين الذي كان يتخذ قرارات طائشة وكان يقوم بأعمال انتحارية مما يعني انه لم يكن ذلك الشخص الذي يدرك منطق الردع.

وهذا عدا عن ان ايران اكبر من العراق مما يعني ان القيام بغزوها يتطلب جهدا عسكريا اضخم مما تم بذله في الحالة مع العراق.

ويلاحظ بولاك ان لدى امريكا قوة عسكرية تستطيع سحق ايران، لكنها لن تستخدمها على الارجح في حين يمكن ان تقرر اسرائيل مهاجمة ايران لكنها لا تمتلك القدرة على تدمير برنامجها النووي.

والحقيقة ان الوضع مع ايران اليوم لا يمكن مقارنته بما كان عليه الوضع مع العراق عام 1981 عندما هاجمت الطائرات الاسرائيلية بنجاح مفاعل اوزيراك النووي في العراق ومنعته بذلك من انتاج اسلحة نووية، فعندما جاء المفتشون لفحص الموقع بعد تدميره وجدوا منشآت نووية اخرى ولم يكن احد يدري بوجودها، والآن يدرك الغرب ان ايران تعلمت من اوزيراك مدى اهمية اخفاء منشآتها بحيث يبقى نطاق وحجم برنامجها النووي مجهولا.

لكن من المعتقد برأي بولاك انه كبير بما يكفي بحيث لن تستطيع اسرائيل بطائراتها المقاتلة البالغ عددها 125 ان تدمره بضربة واحدة وهذا عدا عن ان حجم كل موقع نووي يمكن ان يكون كبيرا مما يفرض استخدام طائرات عدة في ضربه، بل وهناك مواقع يمكن ان تكون تحت الجبال مما يتطلب استعمال ما بين 20 و40 طائرة في تدميرها.



أمل



لذا ان كل ما يمكن ان تأمل به اسرائيل من خلال القيام بضربة عسكرية هو تأخير برنامج ايران لبضع سنوات، لكن عليها في هذه الحالة ان تتوقع ردا ايرانيا على الضربة من خلال حلفائها حماس وحزب الله المجاورين للحدود الاسرائيلية.

ثمة نقطة مهمة اخرى في هذا السياق وهي ان الضربة الاسرائيلية يمكن ان تقوّض فرص تغيير نظام طهران بدفعها الشعب للالتفات حول حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد.

وماذا عن العقوبات الاقتصادية؟

يقول بولاك: علينا التفكير بهذه المسألة بطريقة مختلفة فالقيود المالية والتجارية الشديدة التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق من 1990 وحتى 2003 كانت اقوى بعشر مرات من تلك التي يفكر بها البعض الآن لفرضها على ايران ولم تحقق الهدف الذي كان مأمولا منها الذي هو بالطبع اسقاط نظام صدام بل وانعكست بشكل سلبي جدا على الشعب الذي وجد ابناؤه اطفالهم يموتون نتيجة لتلك العقوبات مما جعل المجتمع الدولي يتحفظ في فرض مثل هذا النوع منها.

لذا، يفضل بولاك ان تركز العقوبات على وقف الاستثمار في الشركات الايرانية مثلما فعل الغرب مع جنوب افريقيا ايام الحكم العنصري فيها في ذلك الوقت لم يمت احد من السكان، لكن ذلك النظام من العقوبات اقنع قيادة البلاد ان لا مستقبل لجنوب افريقيا.

لكن على الرغم من هذا، يقول بولاك انه يبحث الآن خيارات الاحتواء لان ايران ستتمكن من تطوير القدرة النووية بالنهاية، ويعترف بأن من شأن هذا ان ينسف الامل لمنع حدوث سباق لامتلاك السلاح النووي في الشرق الاوسط.

اذ لدى سؤالهم ماذا ستفعلون اذا ما فشلت العقوبات وتمكنت ايران من تطوير سلاح نووي، رد السعوديون بالقول: رائع، سنعمل نحن ايضا لامتلاك مثل هذه الاسلحة.



تعريب نبيل زلف

 


تاريخ النشر 24/11/2009

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,160,372

عدد الزوار: 6,757,990

المتواجدون الآن: 126