الوثائق السرية البريطانية (الحلقة 2): الإسرائيليون يهددون بدخول بيروت الغربية والأميركيون يحذرونهم من ذلك

تاريخ الإضافة الأحد 30 كانون الأول 2012 - 4:31 ص    عدد الزيارات 1975    التعليقات 0

        

 

الوثائق السرية البريطانية (الحلقة 2): الإسرائيليون يهددون بدخول بيروت الغربية والأميركيون يحذرونهم من ذلك
السعودية تقنع سوريا باستقبال 6 آلاف مقاتل فلسطيني
لندن: عبد اللطيف جابر

تواصل «الشرق الأوسط» خلال الأيام المقبلة، نشر سلسلة من الحلقات تستمد مادتها من وثائق بريطانية، أفرج عنها أمس بناء على قانون السرية المطبق على الملفات الرسمية التي مضى عليها 30 عاما. ففي نهاية كل عام في شهر ديسمبر (كانون الأول) ترفع الحكومة البريطانية قيود السرية المفروضة على نقاشات رئاسة الوزراء ومحاضر جلساتها ومراسلات سفاراتها مع جهازها الإداري في وزارة الخارجية ولقاءات وزرائها مع نظرائهم في الدول الأخرى وطواقم مباحثاتها الدولية ومفاوضاتها في أمور الساعة والقضايا الدولية.

في حلقة اليوم تلقي الوثائق السرية البريطانية، التي تعود لعام 1982 وأفرج عنها أول من أمس، الضوء على عدد من القضايا خلال حصار بيروت، منها المشاورات العربية العربية حول استقبال المقاتلين الفلسطينيين من خلال مراسلات السفارة البريطانية مع وزارة الخارجية في لندن بناء على لقاءات السفير البريطاني في واشنطن مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض.

وتبين الوثائق أن الإسرائيليين كانوا يعطلون اللقاءات الفلسطينية اللبنانية من أجل إثبات عدم نية قوات منظمة التحرير الفلسطينية الانسحاب من بيروت، كما أن الإسرائيليين كانوا يطالبون بتحديد جدول زمني للوصول إلى اتفاق وهذا ما رفضه حتى أقرب حلفائهم، خصوصا الأميركان. ومن هنا جاءت وثيقة السفارة البريطانية في واشنطن والتي تبين أن السفير الأميركي في تل أبيب حذر مناحيم بيغن بأن دخول بيوت الغربية خط احمر عليهم ألا يتعدوه. إلا أن الأميركان كانوا لا يريدون أن يعرف الفلسطينيون بذلك حتى لا يغيروا موقفهم الذي قبلوه على مضض حتى لا تدمر بيروت بالكامل ويسقط الكثير من الضحايا.

وزير الدفاع الأميركي كاسبر واينبيرغر كان ضد أي وجود أميركي مسلح في لبنان، لكنه كان مع اشتراك قوة أميركية محدودة المهام من أجل إنجاح مهمة فيليب حبيب.

كما تتناول الوثائق قضية المشاورات من أجل تحديد الدول العربية التي سيكون بوسعها استقبال قوات منظمة التحرير الفلسطينية، وتبين أن السعودية لعبت دورا أساسيا في إقناع سوريا باستقبال بين 5 آلاف إلى 6 آلاف مقاتل فلسطيني، في السابق رفضت سوريا استقبال مقاتلين فلسطينيين وكذلك كان الحال بالنسبة لمصر. كان العرب يأملون أن مغادرة قوات منظمة التحرير الفلسطينية عن بيروت وبسط السيادة اللبنانية على كامل التراب اللبناني يجب أن يتبعه حل للقضية الفلسطينية ونهاية للنزاع العربي الإسرائيلي، ومن هنا جاءت فكرة تشكيل وفد عربي على أعلى المستويات للقاء الدول الأعضاء في مجلس الأمن يقوده الملك الحسن الثاني، إلا أن بريطانيا التي لا تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية رفضت استقبال الوفد الذي يتضمن ممثلا عن المنظمة وبهذا أغضبت حلفاءها مثل الملك حسين والملك الحسن الثاني الذي اعتبر الموقف البريطاني إهانة شخصية له. الوثائق تلقي الضوء على العلاقات العربية البريطانية المضطربة وتخوف بريطانيا من موقفها سيكون انعكاسه سيئا على مصالحها التجارية إلا أن ذلك لم يحدث ولم تتأثر مصالحها بذلك. الإسرائيليون يغلقون المعبر بين شقي بيروت، الشرقي والغربي، لتعطيل لقاء عرفات مع الوزان

* برقية السفارة البريطانية في واشنطن الموجهة إلى وزارة الخارجية (8 يوليو) تبين كيف أن وزير الدفاع الأميركي كاسبر واينبيرغر كان ضد وجود أميركي مسلح في لبنان، لكنه كان مع اشتراك قوة أميركية محدودة المهام من أجل إنجاح مهمة فيليب حبيب. وتقول البرقية «واينبيرغر ما زال ضد أي وجود لقوات أميركية مسلحة على المدى البعيد تعمل كمنطقة عازلة لحماية الإسرائيليين. إنه يقبل أن تشترك الولايات المتحدة بقوة محدودة لإعطاء مهمة حبيب الفرصة للنجاح».

وقال واينبيرغر «لا أعتقد أن هناك حالة يمكن من خلالها أن تقوم قوة بخطوات أحادية الجانب من أجل المحافظة على مصالح الولايات المتحدة الأميركية». وتقول البرقية إن الولايات المتحدة تأمل أن توافق فرنسا خلال الأيام القليلة المقبلة في الاشتراك بـ«قوة بيروت». «لكن السفارة الفرنسية تقول إن فرنسا لم تتلقَ بعد طلبا رسميا من الحكومة اللبنانية من أجل الاشتراك بالقوة وتأكيد من منظمة التحرير الفلسطينية على قبولها بهذه الصيغة، وكذلك قرار من مجلس الأمن بهذا الخصوص».

وتنوه البرقية بأن الفرنسيين كانوا يختبئون وراء حق النقض الذي قد تمارسه روسيا في مجلس الأمن، «أي إن عدم رضا فرنسا جعلها تتلكأ وتنتظر أن يقوم الاتحاد السوفياتي بإيقاف القرار».

مشاورات حبيب في لبنان لم تتمخض عن شيء ملموس بعد، كما جاء في البرقية، «بسبب إغلاق المعبر بين شقي بيروت الشرقي والغربي من قبل الإسرائيليين. الأميركان يرون أن الخطوة المقبلة هي اتفاق مفصل بين ياسر عرفات ورئيس الوزراء اللبناني شفيق الوزان حول انسحاب القوات الفلسطينية من لبنان. ويأمل الأميركان أن تتخلى منظمة التحرير عن شرط إبقاء قوة مسلحة تتمركز في شمال لبنان».

خلال محاصرة بيروت الغربية كان يهدد الإسرائيليون باقتحام المنطقة ويطالبون بالوصول إلى صيغة بأسرع فرصة من أجل رحيل قوات منظمة التحرير عن لبنان. وتبين البرقية أن الولايات المتحدة «رفضت المطالب الإسرائيلية المتكررة بوضع حد زمني للمفاوضات»، كما أنها اعترضت على «إغلاق المعبر بين شقي بيروت، الغربي والشرقي. وتحت هذا الضغط الأميركي اضطرت إسرائيل أن تعيد تزويد بيروت الغربية بالماء والكهرباء».

الولايات المتحدة تحذر إسرائيل من دخول بيروت الغربية ولا تريد أن يعرف الفلسطينيون بذلك.

* رسالة سفارة المملكة المتحدة من واشنطن تقول على لسان السفير أنه اجتمع مع لورنس ايغلبيرغر مساعد وزير الخارجية الأميركي الذي قال له بأن فيليب حبيبي لم يتمكن من القيام بعمله بسبب إغلاق الإسرائيليين المعبر بين بيروت الشرقية والغربية. وقال إن «السفير الأميركي في إسرائيل التقى مناحيم بيغن ليحتج على هذا العمل ويسلمه تحذيرا شديد اللهجة ولا غبار عليه يمنعه من دخول بيروت الغربية». وأضاف السفير أن ايغلبيرغر «لا يريد أن يعرف الفلسطينيون بالتحذير لأنه قد يشجعهم أنه بإمكانهم البقاء في بيروت ويقوي فوقفهم التفاوضي».

وقال السفير إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) «أخبرتنا أن الإسرائيليين أعطوا حبيب 24 ساعة من أجل إنجاح مهمته وبعد ذلك سيتعاملون مع الوضع على نحو خطير».

لورنس ايغلبيرغر يثني على الموقف السعودي

* وتقول الوثيقة بأن لورنس ايغلبيرغر أثنى على الموقف السعودي. «الموقف السعودي ساعدنا جدا. لقد ضمنوا موافقة السوريين لاستقبال ما بين 5000 إلى 6000 فلسطيني. ولحد الآن غير معروف إذ سيبقى جميع هؤلاء في سوريا أم سيتجهون إلى بلدان عربية أخرى، لكن لم تبد أي منها أي استعداد لاستقبالهم. ولحد الآن غير معروف إذا كان سيغادر الفلسطينيون عن طريق البحر أم البر، لكن الولايات المتحدة تفضل أن يغادروا عن طريق البحر حتى لا يكون هناك أي متاعب مع الإسرائيليين في مناطق أخرى في لبنان ومن الصعب تأمين الحماية الكافية لهم. وقال ايغلبيرغر إنه لم يتم تحديد ما يمكن أن يأخذه معهم الفلسطينيون من أسلحة».

وأكد ايغلبيرغر أن وزارة الخارجية الأميركية «مستعدة أن تقبل وجود فلسطيني مسلح عداده 300 إلى 400 شخص يتم اختيارهم من قوات غير موجودة في بيروت، إلا أن الإسرائيليين رفضوا الفكرة كاملا. لهذا فإن توجه حبيب في المفاوضات هو ألا يكون هناك أي وجود فلسطيني مسلح في بيروت. لكن الموقف الأميركي يقبل بوجود سياسي لمنظمة التحرير من خلال مكتب في لبنان، لكن بيغن يرفض ذلك».

ايغلبيرغر أظهر امتعاضه في لقاء مع السفير البريطاني من الموقف الفرنسي بخصوص تشكيل «قوة بيروت» الدولية. وقال إن الولايات المتحدة ستستعمل حق النقض في حالة قدم مشروع القرار الفرنسي المصري والذي يطالب بقوة دولية للفصل بين القوات والوجود في بيروت قبل رحيل القوات الفلسطينية من هناك.

وزير الخارجية السعودي يبعث بالتماس خاص لاستقبال القدومي

* تقول رسالة من وزارة الخارجية وموجهة إلى رئاسة الوزراء إن السفارة السعودية في لندن اتصلت لإبلاغ الوزارة شفهيا بفحوى رسالة من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يطالب فيها الحكومة البريطانية وبسبب الظروف الاستثنائية في لبنان بأن تستقبل فاروق قدومي ضمن الوفد العربي الزائر. وتقول الوثيقة بأن «الالتماس الشخصي» سلم شفهيا بسبب الطبيعة الملحة للموضوع، وقالت السفارة إن نص الرسالة سيسلم مؤخرا، وطلبت أن نخبرهم بقرارنا بأسرع وقت ممكن. واطلعت رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر على الرسالة المؤرخة في 2 يوليو (تموز) 1982 إذ إنها تحمل توقيعها بالأحرف الأولى. ويتضمن الملف الرسالة الرسمية من السفير السعودي والتي تحمل تاريخ 8 يوليو (تموز) وتتضمن طلب الأمير سعود الفيصل لقبول فاروق قدومي كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في الوفد العربي. بريطانيا: ضربة على الحافر وضربة على المسمار

* اطلع وزير الخارجية الحكومة على الوضع في لبنان، وقال إن المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، التي تجري من خلال طرف ثالث، ما زالت غير واضحة المعالم ومشتتة، لكن هناك إمكانية ترحيل المنظمة إلى سوريا، وأن الولايات المتحدة عرضت أن تساعد في عملية الترحيل لكن الشروط ما زالت غير معلنة.

وفي هذا اليوم (في 8 يوليو) وصل وفد عربي إلى لندن مكون من وزير خارجية البحرين ووزير خارجية تونس وفاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير وسيجتمع الوفد مع وزير الدولة للعلاقات الخارجية دوغلاس هيرد. وهذه أول مرة تتفاوض وتستقبل بريطانيا ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية. الوفد سيلتقي مع بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وكان قد التقى الوفد مع وزير خارجية فرنسا كلود سيشون.

لكن رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر ستلتقي فقط مع وزيري الخارجية العرب، البحرين وتونس، وليس القدومي. الوفد لن يلتقي مع وزير الخارجية فرانسيس بيم، حسب الاتفاق. ومحضر جلسات الحكومة يبين أن بريطانيا تريد أن تظهر بمظهر اللاعب السياسي المتوازن وإرضاء للعرب باستقبال وفد يضم منظمة التحرير، وعلى الجانب الآخر إرضاء الإسرائيليين الذين تعرض سفيرهم ارغوف في لندن لمحاولة اغتيال على يد فصيل فلسطيني منشق عن منظمة التحرير الفلسطينية.

توتر في العلاقات العربية البريطانية بسبب منظمة التحرير الفلسطينية

* وزير الخارجية فرانسيس بيم يطلع الحكومة على المشكلة التي تواجهها بسبب الوفد العربي برئاسة الملك الحسن المقبل إلى لندن في ديسمبر (كانون الأول) الذي سيتضمن ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي لا تعترف بها بريطانيا ولا يوجد بينهما اتصالات رسمية. الاجتماع خلص إلى أن العرب يضعون بريطانيا تحت ضغط وإحراج كبير خصوصا في ظل رسالة شديدة اللهجة «وصراحة غير معهودة» في العلاقات العربية البريطانية بعث بها الملك حسين إلى رئيسة الوزراء يطالب فيها بأن يكون هناك حوار جاد للتوصل إلى حل شامل في المنطقة في ظل مقترحات الرئيس ريغان.

وزير الخارجية قال إن «الوفد العربي، الذي تضمن ممثلا لمنظمة التحرير، استقبل من قبل الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران، وهذا سيزيد الأمور تعقيدا، خصوصا بسبب ما يطمح له الفرنسيون دائما وهو أن يتميزوا في الموقف عن بريطانيا ويظهروا انحيازهم للقضايا العربية، ويحصلوا مقابل ذلك على عقود تجارية»، وهذا ما يقلق البريطانيين.

الاجتماع في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) اقترح ألا «يرفض الطلب العربي. لأن ذلك سيحرم بريطانيا في لعب دور أساسي في حل النزاع» العربي الإسرائيلي ويغضب العرب. واقترح أن «تتخذ بريطانيا موقفا متوازنا وأن يلتقي الوفد العربي، الذي يتضمن ممثل لمنظمة التحرير، مع وزير الخارجية وليس رئيسة الوزراء بشرط أن ترفض المنظمة العنف كطريق لتحقيق أهدافها وتعترف بحق إسرائيل في الوجود».

وخلص الاجتماع «يجب أن نعترف بأن رفض استقبال الوفد حسب الصيغة المقترحة قد يجبره على إلغاء زيارته إلى لندن، وهذا له مضاعفات على العلاقات العربية البريطانية ويضعف موقف بريطانيا في المنطقة».

ولخصت رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر الموقف قائلة «لا يمكن أن تقبل بريطانيا استقبال وفد يضم ممثلا عن منظمة التحرير الفلسطينية إلا إذا قبلت الشروط التي وضعناها». مضيفة أنه تم في السابق استقبال وفد وزراء خارجية عرب وممثل عن المنظمة من قبل وزير الدولة دوغلاس هيرد «وكان هناك تغطية للموضوع في الصحافة ووجهت انتقادات لاذعة للحكومة من قبل أصدقائها. إنه من غير المستحسن رفض استقبال الوفد بالصيغة المقترحة، لأن ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على بريطانيا على المدى البعيد. أما إذا قبلت المنظمة بالشروط المقترحة فإن ذلك سيجعل منها منظمة مختلفة تماما». الحكومة وافقت على مقترح وزير الخارجية.

رفض استقبال الوفد «إساءة شخصية» للملك الحسن الثاني

* في اجتماعها في 2 ديسمبر (كانون الأول) قال وزير الخارجية بأن «رد الفعل العربية أخذ شكلا عدائيا تجاه شروط بريطانيا لاستقبال وفد بعضوية منظمة التحرير الفلسطينية. كما أن الصحافة العربية وجهت انتقادات لاذعة لموقف بريطانيا. هذا سيضر بالمصالح التجارية البريطانية. لقد اتخذنا بعض الخطوات لاحتواء الوضع. لكن المشكلة تكمن في أن الوفد يرأسه الملك الحسن الثاني، الذي يرى أن رفض استقبال الوفد هو بمثابة إساءة شخصية له. وقررت الحكومة وضع بعض الترتيبات من أجل إرسال مبعوث شخصي إلى المغرب للقاء الملك». وفود ورسائل بريطانية موجهة للملك فهد والملك الحسن الثاني

* قال وزير الدولة للعلاقات الخارجية دوغلاس هيرد إن الحكومة البريطانية «اتخذت بعض الخطوات لنزع الفتيل من رد الفعل العربية تجاه فشل ترتيبات زيارة الوفد العربي برئاسة الملك الحسن الثاني إلى بريطانيا. لحد الآن لا يوجد أي مؤشرات على تأثر المصالح التجارية البريطانية، على الرغم من ارتفاع الضوضاء المنادية بالتهديدات». لجنة المقاطعة العربية ستجتمع الأسبوع المقبل لكن لا يوجد أي بند على جدول أعمالها ينادي بمعاقبة بريطانيا، «لكن طبيعة اجتماعات اللجنة وقراراتها تجدها غير متوقعة ومن الصعب السيطرة عليها».

الحكومة البريطانية أوفدت اللورد شالفونت، وهو صديق شخصي للملك الحسن الثاني، مع مسؤول كبير من وزارة الخارجية البريطانية، يحملان رسالة خاصة من رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر. وتعتقد الحكومة أن الرسالة ستعدل الموقف مع العاهل المغربي وترد له الاعتبار. كما بعثت رئيسة الوزراء برسالة أخرى للملك فهد يسلمها السفير البريطاني لدى الرياض، ويقترح أيضا أن يقوم وزير الخارجية فرانسيس بيم بزيارة للسعودية في مطلع يناير (كانون الثاني).

 

وثائق: ثاتشر تفاجأت بغزو الأرجنتين لجزر فوكلاند ,ريغان حاول إقناعها بالتخلي عن الحملة العسكرية لاستعادة الجزر

لندن: «الشرق الأوسط»
أظهرت وثائق كشفت عنها مؤخرا هيئة السجلات الوطنية في بريطانيا أن الحملة العسكرية التي شنتها الأرجنتين على جزر فوكلاند في عام 1982 فاجأت رئيسة الحكومة البريطانية آنذاك مارجريت ثاتشر.

ولم تدرك ثاتشر أن إجراء الأرجنتين محتمل الوقوع إلا بعد الاطلاع على معلومات استخباراتية قبل يومين من وصول الأرجنتينيين للجزر الواقعة في المحيط الأطلنطي وتظهر الوثائق، التي تم الكشف عنها بموجب قاعدة إتاحة الوثائق للاطلاع بعد مرور 30 عاما على أحداثها، أن ثاتشر كانت قلقة بشدة بشأن استعادة الجزر.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 1982، بعد أشهر قليلة من نهاية الحرب، أدلت ثاتشر بشهادتها أمام لجنة المراجعة الخاصة بجزر فوكلاند برئاسة اللورد فرانكس.

ولأول مرة منذ عام 1982، تم نشر ما جاء في مضبطة الشهادة التي أدلت بها ثاتشر خلف أبواب مغلقة أمام اللجنة التي باتت تعرف بلجنة فرانكس.

وكشفت الوثائق التي تعود لعام 1982 والتي رفعت سريتها في الآونة الأخيرة النقاب عن اتصالات بين ثاتشر والرئيس الأميركي الأسبق وريغان بشأن الأزمة ومدى الضغوط التي شعرت بها ثاتشر عندما غزت الأرجنتين الأرخبيل النائي الواقع في جنوب المحيط الأطلسي.

وقالت ثاتشر أمام لجنة بريطانية للتحقيق حول فوكلاند في أكتوبر 1982 بعد أربعة أشهر على انتهاء الحرب «لم أفكر إطلاقا في أن الأرجنتين ستغزو فوكلاند مباشرة. إنه لمن الغباء القيام بذلك».

وجاء هذا التصريح لثاتشر في وثائق رفعت عنها السرية واطلعت عليها «بي بي سي».

وكانت ثاتشر أبلغت في 31 مارس (آذار) 1982 أي قبل يومين من الغزو، من قبل الاستخبارات البريطانية بتدخل أرجنتيني وشيك.

وقالت في شهادتها في أكتوبر من السنة نفسها «كان أسوأ يوم في حياتي. في تلك الليلة لم يقل لي أحد ما إذا كنا سنتمكن من استرجاع فوكلاند. لا أحد. لم نكن نعرف. لم نكن نعرف». وتكشف الوثائق أيضا أن ثاتشر فعلت ما بوسعها لمنع فرنسا من بيع بيرو صواريخ ايكزوسيت خوفا من نقلها بعد ذلك إلى الأرجنتين التي استخدمت عددا منها لإغراق سفن بريطانية. وفي برقية إلى الرئيس الفرنسي حينذاك فرنسوا ميتران مؤرخة في 30 مايو (أيار) 1982 حذرت ثاتشر من أنه «إذا علم العالم- وهذا الأمر سيحدث على الأرجح - بأن فرنسا تسلم الآن بيرو أسلحة ستنتقل بالتأكيد إلى الأرجنتين لاستخدامها ضدنا نحن حلفاء فرنسا، فسيكون لذلك تأثير مدمر على العلاقات بين بلدينا». وأضافت «سيكون لذلك تأثير كارثي على الحلف» في إشارة حلف شمال الأطلسي. في اليوم التالي، أبلغ الدبلوماسي الفرنسي فرانسيس غوتمان المستشار الخاص لثاتشر المكلف فوكلاند بأن الصواريخ لن تسلم. وكشفت وثائق أخرى رفعت السرية عنها أن «السيدة الحديدية» قاومت ضغوط الرئيس الأميركي رونالد ريغان الذي كان يحاول إقناعها بقبول نشر قوة لحفظ السلام في الأرخبيل.

وفي 31 مايو 1982 أي قبل أسبوعين من انتهاء النزاع، اتصل ريغان بثاتشر ليقول لها إن «بريطانيا تتمتع بالتفوق العسكري لذلك يفترض أن تتوصل إلى اتفاق».

وردت ثاتشر بالقول إن «المملكة المتحدة لم تخسر الحياة الثمينة لكل هؤلاء الجنود في المعركة ولم ترسل قوة هائلة لنقل الجزر من يدي الملكة إلى أيدي مجموعة اتصال».

وانتهى نزاع فوكلاند أو المالوين الذي استمر من 02 أبريل (نيسان) إلى 14 يونيو (حزيران)، بهزيمة الأرجنتين ومقتل نحو 900 جندي من الجانبين (649 جنديا أرجنتينيا، و255 جنديا بريطانيا).

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,082,343

عدد الزوار: 6,751,976

المتواجدون الآن: 100