الوثائق السرية البريطانية (الحلقة الأولى) : بريطانيا متخوفة من أن ينهزم العرب على أيدي الإسرائيليين في لبنان

تاريخ الإضافة السبت 29 كانون الأول 2012 - 4:49 ص    عدد الزيارات 1868    التعليقات 0

        

 

 الوثائق السرية البريطانية (الحلقة الأولى) : بريطانيا متخوفة من أن ينهزم العرب على أيدي الإسرائيليين في لبنان وعلى أيدي الإيرانيين في العراق... هدف أميركا في المفاوضات هو إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان

جريدة الشرق الاوسط... لندن: عبد اللطيف جابر

تنشر «الشرق الأوسط» خلال الأيام المقبلة، ابتداء من اليوم، سلسلة من الحلقات تستمد مادتها من وثائق بريطانية، أفرج عنها أمس بناء على قانون السرية المطبق على الملفات الرسمية التي مضى عليها 30 عاما. ففي نهاية كل عام في شهر ديسمبر (كانون الأول) ترفع الحكومة البريطانية قيود السرية المفروضة على نقاشات رئاسة الوزراء ومحاضر جلساتها ومراسلات سفاراتها مع جهازها الإداري في وزارة الخارجية ولقاءات وزرائها مع نظرائهم في الدول الأخرى وطواقم مباحثاتها الدولية ومفاوضاتها في أمور الساعة والقضايا الدولية.
حصة الأسد هذا العام جاءت من نصيب حرب الفولكلاند عام 1982 التي جاءت على خلفية اقتحام الأرجنتين لمجموعة من الجزر تطلق عليها اسم «المالفيناس» والقريبة من شواطئها. لكن هذه الجزر يسكنها بريطانيون وسيادتها تخضع للتاج البريطاني حسب القانون الدولي. هذه الحرب خلقت أجواء سياسية ودبلوماسية جديدة على الصعيد الدولي بسبب تشابك العلاقات والمصالح الاستراتيجية بين بريطانيا ودول مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية من جهة، وبين الأرجنتين ونفس هذه الدول من الجهة الثانية. الملفات المفرج عنها تبين الارتباك في هذه العلاقات والاصطفاف الدبلوماسي وحتى العسكري التي واجهته هذه الدول في علاقاتها مع بعضها ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. لقد شهد مركز الأرشيف الوطني تواجد كثيف وغير مسبق للصحافيين من الولايات المتحدة ودول أوروبية وأميركية جنوبية بسبب حساسية الموضوع والعلاقات في تلك الفترة.
طبعا بعض الملفات يبقى قيد السرية لمدة أطول من ذلك، كما أن بعض الوثائق قد تحتوي على أسماء أشخاص ما زالوا في مواقع حكومية رسمية وقد يتعرض أصحابها للإحراج أو الأذى الشخصي، فتجد أن بعض الأسماء حذفت عمدا من الوثيقة.
في السنين الماضية استحوذت منطقة الشرق الأوسط، خصوصا الصراع العربي - الإسرائيلي، على حصة كبيرة من هذه الوثائق السرية، خصوصا أنها جاءت في فترة حرجة من التطورات السياسية في المنطقة، التي شهدت مفاوضات كامب ديفيد ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، لكن، وخلافا لملفات العام الماضي، فإن وثائق هذا العام تتضمن عوامل جديدة في النزاع العربي الإسرائيلي مع وجود إدارة أميركية جديدة، إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان وطاقمه الدبلوماسي.
وثائق العام الماضي وما قبله تضمنت المفاوضات بين مصر وإسرائيل بوجود الرئيس المصري الراحل أنور السادات في خضم مفاوضات كامب ديفيد بينه وبين رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيغن وتحت رعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر.
وفي هذا العام تناولت الملفات المفرج عنها الاجتياح الإسرائيلي للبنان ومحاصرة وزير الدفاع آرييل شارون لبيروت. وتبين هذه الوثائق التباين في المواقف بين الدول الأوروبية خصوصا فرنسا وبريطانيا ودورهما في المفاوضات لإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت والخوف من اقتحام القوات الإسرائيلية لبيروت الغربية، وكذلك الدور الأميركي الذي كان يرتكز على إخراج القوات الفلسطينية من لبنان. كما تظهر الوثائق الامتعاض البريطاني من هذا الموقف الأميركي الذي لا يبحث عن إيجاد حل للنزاع في الشرق الأوسط. بريطانيا تريد، ليس فقط إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وإنما التوازن في موقفها لإرضاء حليفها الأساسي، أي الولايات المتحدة الأميركية من جهة وإرضاء العرب من جهة أخرى وعدم إعطاء فرنسا الفرصة لإظهار نفسها على أنها أكثر توازنا في علاقاتها مع العرب، والذي يعني ميزان تجاري يميل لصالحها. وواجهت بريطانيا معضلة الاتصالات المباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تعتبرها إرهابية. إذ أرادت بريطانيا من جهة أرضاء حلفائها العرب وعدم إثارة غضب الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى. وفي نفس الوقت لا تريد فسح المجال أمام فرنسا، التي لم تشعر بإحراج دبلوماسي في استقبال منظمة التحرير الفلسطينية، التمييز في علاقاتها مع العرب وهذا ما تحاول الوثائق اللقاء عليه بعض الضوء في حلقة الغد أيضا.
وتبين بعض الوثائق تخوف بريطانيا من أن الاجتياح الإسرائيلي للبنان الذي تزامن مع الحرب الإيرانية العراقية وهذا قد يعني هزيمة العرب على جبهتين أساسيتين، وقد يعني أكبر إذلال للعرب في التاريخ الحديث، على أيدي الإسرائيليين والإيرانيين في آن واحد، والذي قد يؤدي إلى مضاعفات غير حميدة في المنطقة. هناك بعض الملفات المحلية البريطانية التي تلقي بعض الضوء على قضايا آنية مثل الفضائح الجنسية التي ما زال التحقيق فيها قائما والتي تخص مقدم برامج في «هيئة البث البريطاني (بي بي سي)» جيمي سافيل. إذ تبين الوثائق العلاقات الحميمة والقوية التي كانت تجمعه في السياسيين على أعلى المستويات مثل رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر والرسائل التي كتبها لها بخط يده، وهذا مما أعطاه نوعا من المصداقية ودرجة عالية من الاحترام الشعبي تغطي على ما كان يقوم به من ممارسة غرائزه الجنسية الشاذة ضد الأطفال. كما أن هناك وثائق تبين الشفافية والمسائلة البرلمانية التي تمارس في الأنظمة الديمقراطية. إذ تبين هذه كيف كانت مارغريت ثاتشر تحسب لكل كبيرة صغيرة لتفادي إحراجها أمام البرلمان بخصوص تكاليف عملية إنقاذ ابنها مارك الذي اختفى في الصحراء الجزائرية عام 1982 وتم إنقاذه من قبل سلاح الجو الجزائري، لكن ترتب على ذلك تكاليف مالية. وقالت ثاتشر للمسؤولين في وزارة الخارجية إنها تتحمل كامل التكاليف مضيفة «باسم من أكتب الصك». خوف بريطانيا من الغضب العربي
* في اجتماع الحكومة في 15 يوليو (تموز) ناقشت الحكومة مسألة المفاوضات بين الأطراف المعنية، أي الحكومة اللبنانية والمبعوث الأميركي فيليب حبيب ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل خروج قواتها، والتي قالت الحكومة إنه لم يتم التوصل بعد إلى حلها بهذا الخصوص. «سوريا كانت مستعدة أن تستقبل قيادة منظمة التحرير وليس قواتها، وهذا الموقف عبرت عنه أيضا مصر». كما أن منظمة التحرير رفضت أن تلقي بسلاحها. بريطانيا أظهرت تخوفها من «حمام الدم» إذا اقتحمت إسرائيل بيروت الغربية. و«على الجبهة العراقية الإيرانية بدأ الإيرانيون بالتقدم ومحاصرة البصرة وربما كانوا ينوون التوجه إلى بغداد، وأنهم رفضوا وقف إطلاق النار ومصممون على إسقاط النظام العراقي المدعوم من قبل الدول العربية» هذا ما جاء في محضر الاجتماع.
وعبرت الحكومة عن خوفها من التقدم الإيراني نحو بغداد وهزيمة العراق، وأيضا تدمير بيروت على أيدي القوات الإسرائيلية التي تحاصر العاصمة اللبنانية، في آن واحدة. «هذه ستكون أسوأ هزيمة للعرب في التاريخ الحديث، وهذا سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، وأي حل لنزاع الشرق الأوسط أصبح أبعد مما كان عليه منذ الحرب العالمية الثانية».
«طالبت رئيس الوزراء بالتأكد من الحقائق على الأرض على الجبهتين، أي في لبنان وفي العراق. كما طالبت أن يتم إخبارها بما تتوصل إليه لجنة تقصي الحقائق التي أرسلتها الجالية اليهودية في بريطانيا إلى بيروت. كما اقترحت مارغريت ثاتشر أن تلقي هي أو وزير الخارجية خطابا يشرح معاناة الشعب الفلسطيني مع التمييز بينه بين منظمة التحرير الفلسطينية، مع التأكيد بأن بريطانيا لم تقبل أبدا المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني».
كما أن ثاتشر تريد أن تأخذ في الحسبان في أي موقف في الشرق الأوسط «الجالية اليهودية التي لها ثقل برلماني». في نهاية المطاف كان التقييم بأن «موقف الحكومة المتوازن بخصوص الشرق الأوسط يلاقي الدعم المناسب من الناخب البريطاني».
هم الولايات المتحدة الوحيد هو إخراج قوات منظمة التحرير من بيروت
* في محضر جلسات الحكومة في 29 يوليو (تموز) عبرت مارغريت ثاتشر عن عدم ارتياحها من الموقف الأميركي، وقالت إن «هم الإدارة الأميركية الوحيد هو إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وليس إيجاد حل للنزاع في الشرق الأوسط. يبدو أن الولايات المتحدة ليس لديها أي أفق أو نظرة مستقبلية تتعدى المشكلة الآنية وهي إخراج منظمة التحرير من بيروت الغربية».
جاءت مداخلة ثاتشر بعد أن شرح وزير الخارجية فرانسيس بيم عدم الوضوح في الوضع في لبنان، بعد أن التقى في لندن مع وزيري خارجية سوريا ومصر والعاهل الأردني الملك حسين والمفاوض الأميركي فيليب حبيب، الذي كان يعتقد أنه وجد حلا لقوات منظمة التحرير وهو توزيعها بين سوريا ومصر والأردن والعراق. لكن مصر كانت تصر على أن يكون هناك موقف واضح للولايات المتحدة بخصوص مستقبل الحل الشامل والدولة الفلسطينية.
الملك حسين كان متخوفا من الوجود الفلسطيني في سوريا (وثائق الغد ستشرح بشكل مسهب هذه التخوف الأردني وكذلك التعهدات والمساعدات الأميركية). وقال إن القوات الفلسطينية سوف تحاول أن تشن هجمات بدعم من سوريا على إسرائيل عبر الأراضي الأردنية وهذا يعني أن الرد الإسرائيلي سيتوجه ضد الأردن.
إسرائيل كانت تخطط لاقتحام لبنان
* وزير الخارجية البريطاني اللورد كاريغتون، الذي استقال بعد اجتياح القوات الأرجنتينية لجزر الفوكلاند وحل محله فرانسيس بيم، يخبر الحكومة البريطانية خلال اجتماعها في 18 فبراير (شباط) 1982 بأن معلوماته من خلال التقارير التي وصلت إلى الولايات المتحدة الأميركية من إسرائيل تبين أن «الإسرائيليين يريدون اقتحام جنوب لبنان وتوجيه ضربة قاضية، وللمرة الأخيرة، لوجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان». وأضاف اللورد كارينغتون بأن بريطانيا «تحاول مع الدول العربية بإقناعهم بعدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية حتى لا يعطون أي ذريعة للإسرائيليين».
وفي 21 أبريل (نيسان) 1982 الطيران الإسرائيلي بدأ في توجيه ضربات جوية ضد عدد من الأهداف في لبنان. وزير الخارجية الجديد فرنسيس بيم قال «إن بريطانيا تدعم مساعي الولايات المتحدة الدبلوماسية تهدئة الأوضاع والطلب من كل الجهات المعنية عدم التصعيد».
وزير الخارجية فرانسيس بيم قال إن التصعيد الإسرائيلي في لبنان قد دخل مرحلة خطيرة أكبر من أي مرحلة سابقة منذ وقف إطلاق النار عام 1981. منظمة التحرير الفلسطينية لم ترد على الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية ضد مواقعها في لبنان. «التوقعات أن الإسرائيليون سيصعدون من هجومهم في أي لحظة».
في اجتماع الحكومة في 9 يونيو (حزيران) قال وزير الخارجية فرنسيس بيم بأن الاجتياح الإسرائيلي سوف يكون له مضاعفات خطيرة في المنطقة وأن «الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للاجتياح»، خصوصا أن «القوات الإسرائيلية بدأت تتقدم باتجاه بيروت. لحد الآن لم يسجل أن هناك أي اشتباكات كبيرة بين الإسرائيليين والسوريين». بريطانيا دعمت مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي واحترام وحدة الأراضي اللبنانية. أما الولايات المتحدة، القوة الوحيدة القادرة في الضغط على الإسرائيليين، فلم تفعل ذلك. «لحد الآن ثمن الانسحاب الإسرائيلي غير معروف، وكذلك بالنسبة لأفضل طريقة لإيجاد استقرار في المنطقة إذا حصل ذلك».
قال بيم (17 يونيو) بأن «الوضع في لبنان خطير جدا في ظل محاصرة القوات الإسرائيلية لبيروت، لكن الولايات المتحدة ما زالت مترددة في الضغط على الإسرائيليين».
محاصرة بيروت في اجتماع الحكومة في (24 يونيو) قالت رئيسة الوزراء بعد مداخلة وزير الخارجية حول محاصرة بيروت وإمكانية دخول بيروت الغربية (هذا يعتمد على اجتماع الحكومة الإسرائيلية في 24 يونيو)، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن لاقى استقبالا عدائيا خلال زيارته الأخيرة لواشنطن. «هذا مؤشر على أن دخول العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل مرحلة جديدة، وعلى الرغم من الحقائق على الأرض فإن الإدارة الأميركية ترى أن هناك إمكانية تحقيق تسوية بناءة في لبنان. هناك رغبة عند جميع الأطراف بتشكيل حكومة قوية قادرة على بسط نفوذها على كامل التراب اللبناني، إلا أن إمكانية تحقيق ذلك ما زالت ضعيفة جدا».
«رئيسة الوزراء، حسب ما جاء في محضر الاجتماع، كانت متشائمة بعد زيارتها إلى واشنطن، أكثر تشاؤما من قبل ذهابها إلى هناك، بسبب سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط».
استقالة وزير الخارجية الأميركي
* قالت الحكومة البريطانية إن استقالة وزير الخارجية الأميركي أليكساندر هيغ من منصبه واستبداله بجورج شولتز «كان مفاجئا للجميع وأسبابها غير معروفة». وتعتقد الحكومة أن هذا التغيير قد يكون له تأثير إيجابي على الوضع في الشرق الأوسط لأن «شولتز سيميل إلى الجانب العربي في النزاع وسيكون أقل انحيازا إلى جانب إسرائيل من سابقه».
شؤون محلية
* مارغريت ثاتشر تتغدى مع «مفترس جنسي»
* الفضيحة الجنسية التي انكشف أمرها قبل أسابيع وتحوم حول السير جيمي سافيل أحد أشهر مذيعي التلفزيون والإذاعة في بريطانيا والذي عمل لعشرات السنين في هيئة البث البريطاني (بي بي سي) قد تتصدر عناوين الصحف البريطانية مرة أخرى بسبب ما كشفته الوثائق الرسمية أمس.
وإذ تبين الوثائق أن جيمي سافيل تناول وجبة غداء مع رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر في محاولة منه الحصول على معونات من الدولة لنشاطاته الخيرية. وجبة الغداء جمعت الاثنين فقط، وكتب لها رسالة بخط يده على أوراق تحمل صورته وينوه فيها أن الأشخاص المشلولين الذين كان يجمع الأموال من أجلهم من أجل بناء مستشفى خيري لهم كانوا ينادونه بالسير جيمي (لقب ملكي برتبة فارس يمنح على خدماته الاجتماعية بترشيح من الحكومة) أي قبل أن يمنح اللقب، وبهذا كان ينوه بدعابة أنه يأمل أن يكرم من قبل الحكومة على خدماته. رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر خاطبته في رسائلها باسمه الأول والذي يبين التقارب بينهما، أما هو فقد كتب لها بخط يده رسالة تأخذ الطابع الشخصي. وجاء في الرسالة: «عزيزتي رئيسة الوزراء، لقد انتظرت أسبوعا قبل أن أكتب لك لأشكرك على دعوة الغداء، والسبب هو أني أردت ألا أظهر أن قلبي كان مفتوحا كثيرا بعد أن قضيت وقتا ممتعا جدا معك. الفتيات المريضات أظهرن غيرتهن ويردن معرفة ما ارتديته وما تناولته من طعام. أما من كانوا يعانون من الشلل فكانوا ينادونني خلال وجودي معهم خلال الأسبوع بالسير جيمي. أنهم يحبونك كثيرا».
وفي اليوم الثاني من تناول الغداء معها كتب لها أحد مساعديها يطالبها بأن توضح له ما دار بينهما. وطلب منها كما تبين إحدى الوثائق أن توضح له قضيتين الأولى «إذا وعدته بأن تقدم الحكومة له أموالا أو إعفاءات ضريبية للمستشفى الذي كان يريد بناءه للأطفال. والقضية الثانية إذا كانت قبلت دعوته للظهور في برنامجه الشهير (جيم يرتبها لك) على بي بي سي». وكتبت في خط يدها كلمة «لا» للسؤال الثاني أما الأول فقالت إنها ستشرح له التفاصيل مؤخرا. وكانت قد وصفت الشرطة سافيل بأنه «مفترس جنسي»، وبدأت تحقيقا جنائيا بشأن ادعاءات على أكثر من 200 ضحية، من بينهم أطفال في «بي بي سي» ومؤسسات أخرى خلال مسيرته العملية في الشبكة حيث بدأ في منتصف ستينات القرن الماضي. وقال إن تحقيقين ستجريهما «بي بي سي» لاكتشاف حقيقة «مزاعم سافيل سوف يوضحان ما إذا كانت توجد ثقافة في «بي بي سي» شجعت الأفراد على غض الطرف عن سوء تصرف «نجم» ملحوظ. ومنحت الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا سافيل لقب «سير» خلال بروزه كنجم، أي خلال نشاطاته الجنسية الشاذة. ومن الواضح أن علاقاته مع كبار السياسيين قد أعطته غطاء مرموقا ومارس فعلا الاعتداءات على الأطفال كما تبين لاحقا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عندما اندلعت الفضيحة إن «الأمة روعت بالادعاءات الخاصة بسافيل»، مشيرا إلى أنها تزداد سوءا يوما بعد يوم.
مارغريت ثاتشر: باسم من علي أن اكتب الصك؟ تكلفة إنقاذ ابنها مارك في الصحراء الغربية
* مارك ابن رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر اختفى في الصحراء الغربية مع مساعدته شارلوت فيرني وشخص ثالث يعمل ميكانيكي في الصحراء الغربية في يناير 1982 خلال اشتراكه في سباق باريس - داكار للسيارات.
وزير الخارجية اللورد كارينغتون قال في اجتماع الحكومة إن رئيسة الوزراء قلقة جدا بعد أن تبين أن جميع التقارير الواردة لم تتمخض عن أي معلومات دقيقة بعد ثلاثة أيام من اختفائه. وغادر والده دنيس ثاتشر إلى الجزائر للوقوف على عملية الإنقاذ الذي اشتركت فيها ثلاث دول، هي فرنسا ومالي والجزائر، وترتب عليه تكاليف مالية على الخزانة البريطانية. الملف يحتوي على نص المكالمة الهاتفية بين ثاتشر والرئيس الأميركي رونالد ريغان والتي تزامنت مع أخبار اكتشاف مكان ابنها ومساعديه من قبل سلاح الجو الجزائري. وبعد إنقاذه ومن معه أثيرت أسئلة في البرلمان حول تكلفة العملية على خزينة الدولة، أي من أموال دافعي الضرائب. لكن تبين الوثائق أن رئيسة الوزراء كتبت وبخط يدها لتفادي أي اتهامات وإحراج لها من قبل المعارضة «يجب أن ادفع المبلغ كاملا (1191 جنيها استرلينيا). بهذا يمكننا القول إن العملية لم تكلف دافعي الضرائب أي مبالغ إضافية»، مضيفة «باسم من علي أن أكتب الصك».
الملف المعنون تحت اسم «اختفاء مارك ثاتشر في الصحراء الجزائرية» يتضمن مراسلات بين المساعد الشخصي لمارغريت ثاتشر ووزارة الخارجية مع ملاحظات بخط يد رئيسة الوزراء. ومع أن الحادث كان في يناير عام 1982، إلا أن المراسلات بين مكتب رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية تستمر حتى نهاية سبتمبر (أيلول) من نفس العام. السبب هو مطالبة رئيسة الوزراء بدفع مبالغ إضافية لاحقا ترتبت على عملية الإنقاذ، خصوصا أن ثاتشر تعهدت بأن تدفع فاتورة الإنقاذ حتى في أصغر بنودها مثل ثمن المكالمات الهاتفية. إحدى الوثائق تضمن فاتورة بمبلغ 119.95 تبين أصغر التفاصيل والتكاليف. بعضها يحمل ملاحظات بخط يد مارغريت ثاتشر مثل تعهدها بدفع كامل المبلغ حتى لا تكون عبئا على خزينة الدولة ووثيقة أخرى تطالب وزارة الخارجية بأن تزودها بوصل بالمبلغ (15 جنيها و16 بنسا). بعض الوثائق تبين أن الأرقام الأولى لم تكن دقيقة ولهذا فقط طلب من رئيسة الوزراء أن تبعث بمبالغ إضافية.
رسالة وزارة الخارجية لمكتب رئيس الوزراء تشرح الاختلاف في الأرقام المقدمة بسبب مكالمات تلفونية إضافية. الرسالة الموجهة لمساعدها تقول: أكون ممنونا جدا أن تسدد رئيسة الوزراء 1784.80 جنيه إسترليني وتكتب صكا باسم وزارة الخارجية.
وفي أعلى الرسالة كتب مساعدها بخط يده «رئيسة الوزراء، الرجاء قراءة الفقرة الأخيرة: إذا كنت تتفقين مع ذلك أرجو أن تزوديني بصك بالمبلغ». وعلقت هي بخط يدها تطالب «الوصل لو سمحت».
العلاقات البريطانية الأميركية ونانسي ريغان قرينة الرئيس الأميركي
* تحت بند العلاقات البريطانية الأميركية والتي جاءت في فترة حرجة، ليس فقط بسبب الاختلاف في الآراء بخصوص السياسات الأميركية في الشرق الأوسط، وإنما أيضا بسبب حرب الفولكلاند. وعلى الرغم من العلاقات القوة بين الولايات المتحدة الأميركية والأنظمة المحافظة في أميركا اللاتينية مثل الأرجنتين التي كانت تحكم من قبل طغمة عسكرية حليفة للولايات المتحدة في ظل ظروف الحرب الباردة، فإن حرب الفولكلاند فرضت على الولايات المتحدة أن تنحاز إلى جانب حليفتها الأساسية بريطانيا.
وتحت ملف خاص بالعلاقات البريطانية الأميركية هناك عدد من الرسائل تبين عمق العلاقة بين الرئيس الأميركي الجديد رونالد ريغان ومارغريت ثاتشر. الفترة اتسمت بصعود اليمين في أقوى دولتين على الصعيد الدولي والدبلوماسي. إحدى هذه الوثائق جاءت على شكل محادثة تليفونية بين رئيسة الوزراء ورونالد ريغان بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ليخلف الرئيس جيمي كارتر. وهنأت ثاتشر الرئيس الجديد وقالت له إن الصحافة تقول «على الرئيس الأميركي الجديد أن يتفادى الأخطاء التي اقترفتها مارغريت ثاتشر»، وأضافت في محادثتها «سوف أقدم لك النصائح حول أخطائي».
وكانت الصحافة البريطانية قد انتقدت أيضا الرئيس الجديد ووصفته بأنه مجرد ممثل لا يعرف كيف يدير سدة الحكم في البلاد. وهناك ملاحظة بخط اليد تقول إن الرئيس ريغان «يعرف أقل مما يبدو» من أحد مساعديها.
وفي رسالة شخصية موجهة للرئيس بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الأميركي قالت مارغريت ثاتشر «لقد صعقت من محاولة الاغتيال التي تعرضت لها ومن الجروح التي تسببت لك من جرائها».
وهناك رسالة أخرى تتناول زيارة قرينته نانسي إلى بريطانيا لحضور الزفاف الملكي، زواج ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز من الأميرة ديانا. وكانت قد قضت نانسي ريغان فترة أسبوع كامل في بريطانيا، وتقول الرسالة «كانت فترة ممتعة لنا جميعا أن نلتقي ونقضي وقتا جميلا مع نانسي ولمدة أسبوع كامل»، مضيفة «أينما ذهبت كانت نجمة الحضور.. جميعنا أحببناها».
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,728,410

عدد الزوار: 6,910,731

المتواجدون الآن: 105