نداء إلى إخوتنا في الضاحية الجنوبية

تاريخ الإضافة الخميس 11 كانون الأول 2008 - 9:49 م    عدد الزيارات 1517    التعليقات 0

        

مفتي صيدا والجنوب
الشيخ محمد سليم جلال الدين نداء نشر في الصحف بتاريخ 11/5/1988 م

نداء إلى الإخوة من حركة أمل وحزب الله
وجَّهتُ إلى الإخوة من حركة أمل وحزب الله المتقاتلين في إقليم التفاح نداء وجاء فيه:
إن القتال الدائر في إقليم التفاح من أرض الجنوب بين الإخوة من حركة أمل وحزب الله يشكل طعنة بليغة في الصف الإسلامي والوطني وإساءة إلى الله والرسول والقضية الجهادية التي من أجلها حمل السلاح. هذا بالإضافة إلى ما يسببه من قتل الأبرياء، وما يوقعه من خسائر في الممتلكات، وما يخلفه من دمار وخراب وما يعود به من خير وخدمة لإسرائيل كي تمرر مخططاتها وتمكن احتلالها وتمعن في الجنوب عتواً وفساداً.
فإلى إخواننا المتقاتلين على أرض الجنوب قلعة المقاومة، إلى من حمل أمانة الدفاع عن الكرامة والعزة والأرض، إلى من يقف سداً منيعاً بوجه الاحتلال، أناشدكم وقف الاقتتال فوراً والاحتكام إلى المنطق والحوار المبني على قواعد الإسلام والاحتفاظ بالسلاح لمواجهة إسرائيل وعملائها وتحريم إشهاره بوجه الإخوة في العقيدة والوطنية والجهاد، مستجيبين إلى نداء الضمير وصوت الإيمان ومناشدة العلماء والقادة وصرخات المفجوعين والمنكوبين من إخوانكم في إقليم التفاح.
فحرام والله استمرار التقاتل بين الإخوة والاحتكام إلى السلاح، حرام علينا في هذه الفترة التي يمر بها لبنان حيث أخطار التقسيم والتوطين والفرز السكاني تطل على الساحة بقوة وبتأييد من إسرائيل وأعوانها وعملائها أن تنتهي بمعارك جانبية ونمنح العدو فرصة لتمرير مخططاته وتحقيق مآربه والنيل من عقيدتنا ووحدتنا وكرامتنا، وعلينا التنبه إلى الطوابير الخامسة المندسة بيننا والتي تعمل جاهدة لإثارة الفتنة وتفريق صفوفنا وتمزيق وحدتنا وتحويلنا عن أهدافنا والقضاء على المقاومة التي تقف بوجه إسرائيل ومخططاتها.
إلى إخواننا نتوجه إلى ضمائرهم نخاطب وبالأوضاع الخطيرة نذكر والأخطار المحدقة بلبنان من كل جانب ننبه وإلى تحمل المسؤولية ننادي الجميع.

تخوُّف من امتداد معارك الإقليم إلى أطراف صيدا إذا لم توضع نهاية لها
في مقابلة أجرتها صحيفة «الأنوار» اللبنانية معي، أعربت عن تخوفي من مضاعفات الاقتتال في إقليم التفاح. وورد في تلك المقابلة:
س: ما مدى انعكاس حرب إقليم التفاح على الوضع اللبناني بشكل عام وصيدا بشكل خاص؟
ج : لا أحد يجهل ما يعانيه لبنان من أزمة خطيرة طالت نظامه السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي وهددت كيانه ووجوده ووحدته.
هذه الأزمة ليست وليدة أحداث نيسان عام 1975م، ولا نظام عام1943م، إنما هي نتيجة رواسب كامنة تجمعت من سياسات الدول التي تعاقبت على الحكم في لبنان ومن توجهات وتوجيهات طائفية ومذهبية وفئوية يتوارثها الأبناء عن الآباء بالإضافة إلى تنافس الدول الاستعمارية على بسط النفوذ على دول الشرق العربي والإسلامي، ومن ضمنها لبنان، وإلى أطماع إسرائيل في مياه الليطاني وجنوبه وتوسيع رقعة دولتها تحقيقاً لمخططاتها التوسعية.
فلبنان والحال هذه أصبح وكراً للدسائس ومسرحاً للصراعات المستوردة ومرتعاً خصباً لأصحاب المخططات التوسعية والاستعمارية، وأن أي خلاف بين منظماته وأحزابه، وأي تفجير بين تجمعاته وجبهاته، وأي قتال بين تنظيماته المسلحة ينعكس سلباً على المساعي المبذولة لتمكين الشرعية لبسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية وتنفيذ وثيقة الطائف ولعودة الأمن والأمان إلى ربوع لبنان.
وقد أثبتت الحروب التي حدثت بين بعض التنظيمات خلال الخمسة عشر عاماً أنها كانت سبباً في تفاقم الأزمة واتساع رقعة الخلاف وتثبيت أقدام إسرائيل في الجنوب. وأن الحرب القائمة في الشرقية وفي إقليم التفاح تقف حائلاً دون تحقيق الوفاق الوطني وبسط سلطة الشرعية على جميع الأراضي اللبنانية.
وإن سبب هذه الحروب مرتبط بالمداخلات الخارجية ذات المصالح التوسعية والاستعمارية وبالصراعات العربية والدولية التي اتخذت من الساحة اللبنانية مسرحاً مواتياً ومن بعض اللبنانيين منفذين لها.
فالحرب بين حركة أمل وحزب الله قديمة منذ أن أخذ كل منهما موقعه على الساحة اللبنانية وتحصن بدعم شعبي وآخر خارجي.
وقد أخذت هذه الحرب أشكالاً متعددة، وانفجرت في مناطق مختلفة، ودخلت عليها عناصر مستجدة، وتبادل الطرفان الاتهامات بالعمالة إلى أن وصلت الحرب إلى منعطف خطير وهو أقصى ما تتمناه إسرائيل.
فالمكتب السياسي لحركة أمل اعتبر العدوان الذي يتعرض له إقليم التفاح من جماعات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يستهدف هوية الجنوب العربية ويستهدف تفتيت الجنوب وتقسيمه، مقدمة لتقسيم لبنان وتهجير أهله.
وقال أمين عام حزب الله الشيخ صبحي الطفيلي ندعو أمل إلى الصلح والتفاهم والحوار في غرفة واحدة لا نخرج منها إلا بعد الاتفاق.

وقال نحن مع كل المبادرات الساعية لتحقيق الحل الجذري ولكن هناك آراء هدفها القضاء على حزب الله. لا نريد إلغاء أمل فوجودها حالة ضرورية للإمساك بأمن الجنوب ولكن نرفض إلغاءنا.
وقال عضو المكتب السياسي لحزب الله إن المواجهات في إقليم التفاح فرصة ذهبية لحركة «فتح»، وقال إن التمدد حصل بناءً على طلب من حركة أمل وأن الفلسطينيين يساهمون في الحصار المفروض علينا ويقصفون مواقعنا.
وفي تصريح إلى وكالة فرانس برس في صيدا أشار زيد وهبه مسؤول «فتح» إلى أنه يجب التفاهم على وجودنا السياسي والعسكري بين الشرعيتين الفلسطينية واللبنانية في جنوب لبنان.
فيظهر مما تقدم أن الحرب في إقليم التفاح أخذت منحى جديداً يزيد الأزمة تعقيداً والقتال تصعيداً والأطراف المتنازعة تصلباً. وقد تمتد إلى أطراف صيدا إذا استمر القتال واشتد التصلب في المواقف وبقي الدعم الخارجي باتجاه التصعيد لا الحسم.
س: وإسرائيل دخلت على خط الحرب برأيكم، هل تحاول مساعدة فئة على فئة؟ وما هو الهدف من دخولها؟
ج: من المسلم به أن إسرائيل وراء كل ما يحصل من اقتتال على الساحة اللبنانية ومن تفجيرات أمنية فلا عجب إذا وجدت على خط الحرب القائمة على إقليم التفاح ولا عجب إذا حاولت مساعدة فريق على فريق ولو بحشد قواتها على حدود المنطقة الدائرة فيها الحرب لأنها تستفيد من ذلك بتمرير مخططاتها وتخفيف الضغط الذي تلاقيه من جراء تصدي الجنوبيين لإجراءاتها والتخلص من عمليات المقاومة.
فإسرائيل لا تتحرك إلا إذا كانت لها مصلحة في التحرك باتجاه معين، وأن قوة التحرك مرتبطة بمقدار ما تحقق من المصلحة وما يعود عليها بالخير.
ولترجع القيادات إلى ضمائرها ولتأخذ بعين الاعتبار وضع الجنوب الذي أصبح تحت رحمة إسرائيل ووضع لبنان الذي كثر عليه الجزارون، وليعودوا إلى الشرعية وتمكين الجيش من الفصل بين المتقاتلين.
س: كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن التمدد الفلسطيني والتوطين فهل ما يقال صحيح؟
ج: الساحة اللبنانية لا تزال تعاني من الفلتان، ولا تزال السلطة الشرعية عليها غير شاملة، ولا تزال بعض القيادات المحلية تقوم بضبط الأمن في نطاق انتشارها ومن جملتها المخيمات الفلسطنية في صيدا وجوارها.
أما موضوع التوطين فلا يرتبط بما يحدث على الساحة من تفجيرات وتغيير مواقع ولا هو مقبول من جانب الفلسطينيين الذين لا يرضون عن وطنهم فلسطين بديلاً..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,215,626

عدد الزوار: 6,940,849

المتواجدون الآن: 151