أختري: ساعدنا على تصحيح صورة حزب الله.. وتعاونا مع سورية لإنشاء قناة المنار

تاريخ الإضافة الثلاثاء 2 كانون الأول 2008 - 7:37 ص    عدد الزيارات 1388    التعليقات 0

        

طهران: منال لطفي
طريق إيران لبناء حزب الله وتعزيز دورها في لبنان وعلاقتها مع الكثير من القوى السياسية فيه، مر بدمشق. فبدون العلاقات الخاصة بين إيران وسورية، والتي بنيت على مدار ما يقرب من 30 عاما، سواء، أكان ذلك سياسيا أم عسكريا أم اقتصاديا أم ثقافيا، لم يكن من الممكن لإيران ان تتحرك بالسلاسة ذاتها في لبنان. وفي الحلقة الاولى التي نشرت أمس، كشف السفير الإيراني السابق في دمشق والأب الميداني لحزب الله محمد حسن اختري، في حواره مع «الشرق الأوسط» الذي أجري في طهران، عن أن قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني، أمر بإرسال عناصر من الحرس الثوري الإيراني الى لبنان، لبناء حزب الله عسكريا لمواجهة إسرائيل، بعد الهجوم الاسرائيلي على لبنان، وأن قوات الحرس الثوري بقيت في لبنان سنوات، وكانت مهمتها الاساسية هي التدريب واعطاء التعليمات الخاصة، نافيا أن يكون احد من الحرس الثوري، قد شارك الى جانب حزب الله اللبناني على جبهة المعركة. واوضح أختري أنه تدخل بشكل مباشر خلال المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وحركة أمل في لبنان منتصف الثمانينات، مشيرا الى أن علاقته بالملف اللبناني، تعمقت إثر نشوب المواجهات بين حركة أمل وحزب الله، موضحا أنه كلف مهمة المصالحة من قبل آية الله خامنئي، الذي كان رئيس الجمهورية الإيرانية ساعتها، الى جانب غازي كنعان رئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان في الفترة من 1982 حتى 2001، بالاضافة إلى ممثلين من حزب الله وحركة أمل. وقال أختري ان حزب الله والجهاد الاسلامي وحماس أبناء شرعيون للثورة الإيرانية، موضحا ان طهران دعمتهم ماليا وسياسيا ومعنويا، وكان هناك تنسيق بينهم، مشيرا في الوقت نفسه، الى أن القرار النهائي كان بيد مسؤولي حزب الله والجهاد وحماس على أساس أن «أهل البيت أدرى بالبيت». وشدد أختري على أنه على مدار السنوات تعمقت العلاقات الاستراتيجية بين طهران ودمشق، موضحا «حدثت هناك ثقة كاملة واعتماد عظيم بين البلدين. كانت هناك مجموعات ومحللون يفكرون أن علاقات سورية وإيران تنحصر في سنوات الحرب المفروضة من العراق. لكن نحن شاهدنا ان العلاقات توسعت وتعمقت اكثر فأكثر». توطيد العلاقات بين سورية وإيران بهذه «الطريقة المستحكمة» على حد وصف السفير أختري، خلق الكثير من المخاوف حول «تبعية سورية لإيران» و«انتشار التشيع» و«بناء العشرات من الحوزات العلمية الشيعية». وفي بقية حوار «الشرق الأوسط» مع السفير أختري، يقول ان هناك مبالغات في الحديث عن خطر التشيع في سورية، مشيرا إلى أن هناك 3 حوزات علمية شيعية كبيرة في سورية، والباقي «صفوف تابعة لهذه الحوزة أو تلك الحوزة تبعا لعدد الطلاب»، على حد تعبيره. كما يتحدث السفير الإيراني السابق في دمشق، عن تدخل إيران لمساعدة حزب الله في إنشاء قناة المنار، وذلك عندما ظهرت عقبات في لبنان تمنع هذا. وينفي أختري في حواره تورط إيران أو حزب الله او سورية في عملية اختطاف الطائرة «تي دبليو» عام 1985. كما تحدث أختري عن مشروعات قيد التخطيط والإنشاء بين إيران والعراق وسورية، لإنشاء خطوط لايصال انابيب النفط والغاز بين الدول الثلاث، وتوسيع الخطوط الحديدية من إيران للعراق الى سورية وهو ما سماه «طريق حرير» جديد يربط الشرق بالغرب. وهنا بقية الحوار:
* فيما يتعلق بمساعدة إيران لحزب الله.. هل كنتم تقدمون نصائح وتتدخلون للمساعدة. مثلا قيل إن إيران تدخلت لمساعدة حزب الله في تأسيس محطة المنار. فكيف ساعدتم في بناء مؤسسات حزب الله سواء بالمقترحات أو بالدعم المالي؟ ـ كما قلت بالنسبة للدعم المالي كان موجودا. وبالنسبة للدعم المعنوي كان موجودا أيضا. ليس فقط في لبنان, بل مع الدول الاخرى. نحن دائما في لقاءاتنا مع الدول الاخرى حينما كانوا يتحدثون عن لبنان، كنا نقدم نصائحنا لهم. فتعامل كثير من هذه الدول مع حزب الله لم يكن صحيحا. كما أن بعض الدول كان يطلب منا أن نتوسط لعقد لقاءات بين مسؤولين من حزب الله ومسؤولين من هذه البلاد، وكنا نساعدهم على هذه الامور، وكنا نتوسط في هذه القضايا. كنا أيضا نقدم نصحنا لبعض الدول، مثلا مع فرنسا والكثير من الدول الاوروبية التي كانت علاقتنا معهم جيدة، دائما كنا نقول لهم إن نظرتهم الى حزب الله، سابقا، غير صحيحة، وأن حزب الله شريحة كبيرة في لبنان. فقبل عشر سنوات كثير منهم لم يكونوا يدركون هذا الشيء. كانوا يعتبرون، لأنهم كانوا يسمعون من تصورات أو أوهام اميركية، ان حزب الله شريحة صغيرة في لبنان. لكن بعد ذلك عرفوا أن حزب الله شريحة كبيرة في لبنان، بل يمكن أن نقول إن حزب الله هو كل لبنان لأن المسيحيين والسنة والشيعة كلهم مع حزب الله. ولا زالوا والحمد لله. بالنسبة لـ«المنار» كانت هناك صعوبات على حسب النظام اللبناني في تأسيس مثل هذه القناة. نحن تدخلنا في ذلك الوقت، ومع سورية، سورية لها اليد الطولي في هذا الموضوع، ثم أيد المرحوم رفيق الحريري هذه الفكرة وساعد على انشاء القناة. جميعنا ساعدهم وتأسست القناة والحمد الله.

* كيف ساعدتم حزب الله على انشاء القناة؟ ـ ساعدناهم ماليا ومعنويا، وسياسيا واقليما ودوليا بطرق مختلفة.

* النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام، قال إن خلافات نشبت بين سورية من جهة وحزب الله وإيران من جهة أخرى خلال اختطاف الطائرة «تي دبليو»، وقال إن النظام السوري لم يكن يفضل اختطاف الطائرة او الاحتفاظ برهائن.. هل هذا صحيح؟ ـ بالتأكيد ليس صحيحا, لأنه لا إيران ولا سورية ولا حزب الله لهم أي شأن في هذا الموضوع، لأن أساس هذا الموضوع كان قبل التأسيس والتنظيم، بمعناه الخاص، لحزب الله، فلم تكن هناك مجموعة خاصة وقوية بعنوان حزب الله في ذاك الوقت. وحتى أنا في ذلك الوقت لم أكن هناك، والاخوة في الحرس الثوري لم يكونوا حاضرين في ذلك الوقت، وكذلك الجمهورية الاسلامية في وقتها كانت تعلن، وتؤكد دائما معارضتها بكل قوة للافكار الارهابية، موضوع الطائرات وموضوع الرهائن. أساسا لم يكن لحزب الله شأن في هذا الموضوع، ولا للجمهورية الاسلامية ولا لسورية. لم يكن لهم شأن في هذا الموضوع. هذه كانت أمور خاصة عند بعض أشخاص أو جهات غير معروفة في ذلك الوقت، كانت تنشر المجلات والصحف كثيرا من هذه الاحاديث، وتبين أن في لبنان مجموعات صغيرة جدا غير معروفة. بعض المجموعات مدعومة من قبل بعض الجهات المعادية للسلام والمعادية لحزب الله، كانت تحاول أن تسيء لسمعة حزب الله وسمعة الجمهورية الاسلامية، وكانت تقوم بارتكاب بعض الاعمال الارهابية ليتهموا ايران وحزب الله وسورية. إلا أن الجمهورية الإسلامية ليس واردا لديها ولا في قناعتها بصورة مبدئية الدخول في الأمور الإرهابية والوقوف الى جانب مثل هذه القضايا. كانت هناك في وقتها جهات تتهم سورية وإيران، وهذا الرجل يؤيد نفس هذه التهم، ولو كانت هذه التهم صحيحة، فهذا الرجل كان مسؤولا في ذلك الوقت، فهو مسؤول كذلك عن هذه القضايا.

* تقول إن حزب الله غير متورط. لكن صورة مسؤول العمليات العسكرية في حزب الله عماد مغنية، أخذت الى جانب أحد رهائن الطائرة «تي دبليو» عام 1985.. أليس هذا دليلا على تورط حزب الله في اختطاف الطائرة؟ ـ هذه تهمة ليس لها أي اثباتات، لأن الشهيد عماد مغنية ليس له أي دخل في هذا الموضوع. («الشرق الأوسط»: عملية اختطاف طائرة تي دبليو أي الرحلة رقم 847 تبنتها مجموعة أطلقت على نفسها «منظمة المضطهدين في الأرض»، التي تقول وكالة المخابرات الاميركية، إنها كانت على صلة بحزب الله. وقد تمت العملية في 14 يونيو (حزيران) 1985 يوم جمعة، واستهدفت الطائرة التي كان مقررا أن تقوم برحلة من أثينا الى روما، وكان على متنها 153 مسافرا. واستغرقت العملية اسبوعين، قتل خلالها مسافر من اميركا. واقلعت الطائرة الساعة 10.10 صباحا، وبعد فترة قصيرة من الاقلاع أصدر شخصان أوامرهما لقبطان الطائرة بتغيير وجهة الرحلة الى الشرق الأوسط، مهددين بمسدسات تمكنوا من تهريبها عبر نقاط تفتيش في المطار. وتوقفت الطائرة لعدة ساعات في مطار بيروت وتم تبديل 19 مسافرا مقابل التزود بالوقود للطائرة، وكانت نقطة التوقف الثانية هي مطار العاصمة الجزائرية، حيث تم اطلاق سراح 20 مسافرا، وتوجهت الطائرة بعدها الى بيروت مرة اخرى. وفي مطار بيروت، قام المختطفون بقتل راكب اميركي كان غواصا في القوات البحرية الاميركية، وقاموا برمي جثته في مدرج المطار. وفي مطار بيروت انضم مسلحون آخرون للجماعة المختطفة للطائرة، وأقلعت بعدها مرة اخرى الى الجزائر في 15 يونيو 1985، حيث تم اطلاق سراح 65 مسافرا آخر لتعود الطائرة بعدها للمرة الثالثة الى مطار بيروت. وقد تلخصت مطالب المختطفين في اطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في اسرائيل، وشجب عالمي لاحتلال اسرائيل للجنوب اللبناني عقب غزو لبنان 1982، مع شجب مماثل لدور اميركا في شؤون لبنان. وتم توجيه أصابع الاتهام بتنفيذ عملية الاختطاف الى عماد مغنية وحسن عز الدين، وعلي عطوة ومحمد علي حمادي. وحسب الاستخبارات الاميركية، فإنهم كانوا اعضاء في حزب الله. وقد تمكنت الاستخبارات اليونانية من القبض على عطوة قبل ركوبه الطائرة، وتم تبادله واطلاق سراحه في صفقة مع المختطفين مقابل 8 مسافرين يونانيين كانوا على متن الطائرة. وفي 17 يونيو 1985، تمكن نبيه بري رئيس حركة افواج المقاومة اللبنانية (حركة أمل) من التوسط وإطلاق سراح 40 مسافرا، وبقي 39 مسافرا محتجزين الى يوم 30 يونيو 1985، الى أن تم اطلاق سراحهم ونقلهم الى المانيا).

* حول موضوع اغتيال عماد مغنية في دمشق. بعد الاغتيال، اعلنت ايران تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق، لكن سورية نفت. ما هي ملابسات ذلك اللبس؟ ـ اصلا ليس هناك لجنة تحقيق سورية ايرانية؟

* لكن أحد مساعدي وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، أعلن عبر وكالة أنباء الجمهورية الايرانية (أرنا) تشكيل لجنة التحقيق المشتركة؟ ـ انا لم أسمع هذا التصريح.. ولكن عمليا أرى اننا لسنا بحاجة لتشكيل لجنة مشتركة. ربما اعلنت الجمهورية الاسلامية اننا جاهزون للمساعدة اذا طلب منا. نحن نثق بسورية والاخوة في سورية بدأوا تحقيقاتهم في هذه القضية، وهذا يهمهم اكثر مما يهمنا، لأن مغنية كان في دمشق وضيفا عليهم. بالتأكيد وبسبب العلاقات الوثيقة بين حزب الله وسورية، فإن سورية لديها اهتمام خاص بهذا الموضوع ومصلحة مشتركة بين امل وحزب الله وسورية تتطلب ان تتابع هذه القضية بكل جدية. وبالتأكيد هذا هو ما أمر به الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد. ونحن لا نشك في هذا الموضوع.

* قيل كثير من الأوصاف حول مغنية.. فكيف تصفه شخصيا.. وهل اغتياله في دمشق بهذه الطريقة يوحي باختراق أمني؟ ـ أنا لا أستطيع أن أتحدث حول هذا الموضوع. هذه قضية أمنية يمكن أن يكون متورطا فيها اطراف مختلفة، وأنا ليس عندي أي دليل أو أي شيء واضح حتى أتحدث في هذا الموضوع. لكن الرجل أنا كنت أعرفه منذ البداية، وهو رجل مخلص مؤمن ملتزم. كان نشاطه في حزب الله، وكذلك كان رجلا قويا وشجاعا، وكان دوره فعالا في موضوع المقاومة ومواجهة ضد الاحتلال.

* هل هناك موعد محدد كي تعلن فيه سورية نتائج التحقيق في اغتيال مغنية؟ ـ منذ ان رجعت من دمشق الى طهران وحتى الآن، لم أتطرق الى هذا الموضوع، وليس لدي أي معلومات حوله.

* قلتم إن حركة المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي، أبناء شرعيون للثورة وللجمهورية الاسلامية.. فكيف تم دعمهما فكريا وماليا واستراتيجيا؟ وهل هذا الدعم ما زال متواصلا؟

ـ بعد انتصار الثورة الاسلامية وانتشار الصحوة الاسلامية وروح مواجهة العدوان والظلم، والمؤامرات الامبريالية، هذه الافكار انتشرت. وكانت يوما بعد يوم تتوسع الفكرة (المقاومة) لدى المسلمين الفلسطينيين. بعد انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان، الفلسطينيون توصلوا الى هذه القناعة، وهي أن أفضل طريق هي المقاومة. الفلسطينيون تغذوا على هذه الفكرة، وأصبحت فكرة عالمية. الجمهورية الاسلامية بحكم أنها تدعم فكرة مقاومة ومواجهة الاحتلال، كانت مؤيدة لفكرة مقاومة حركة حماس في فلسطين. وكذلك علاقات الجمهورية الاسلامية مع حركة حماس معروفة، والجمهورية الاسلامية دعمها لحكومة حماس الشرعية في فلسطين، معلن ومعروف. وطبعا الفلسطينيون، كما هو معروف، التواصل معهم بصور غير الفكر والدعم المالي، فإن الطريق مقطوع عنهم بصورة معلنة. الجميع يعرف هذا الشيء فلا تستطيع مجموعة او جهة أن تقدم دعما خاصا غير ما يعلن لحماس، لأن حركة حماس داخل فلسطين. والدعم لحكومة حماس واضح ومعروف، وليس وراء هذا أي شيء آخر.

* بخلاف الدعم المالي.. ماذا عن الدعم السياسي، هل يتم التشاور والتنسيق خصوصا بعد أحداث الضفة وغزة، خاصة أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس يلتقي الكثير من المسؤولين الإيرانيين في دمشق؟ ـ هنـاك تواصل قائم والزيارات كذلك متبادلة والدعم السياسي قائم، بمعنى الدعم السياسي للمواقف وتبادل وجهات النظر كذلك قائم، لكن أن نقول إن هناك تنسيقا، بمعنى التنسيق، فالإجابة لا. هم مختارون ويقررون كيفما يريدون ويخططون. في المواضيع التخطيطية أو العملية ان نقول ان هناك تنسيقا فلا، هذا غير وارد اصلا، هم يقررون ما يريدون.

* قبل مغادرتكم دمشق بأسابيع.. طرح عقد مؤتمر في طهران للفصائل الفلسطينية، ردا على مؤتمر انابوليس للسلام. لكن تعطل المؤتمر ولم يعقد وقيل ان الفصائل رفضت بسبب تعقد الوضع الاقليمي. هل سبب هذا أي خلافات بين طهران والفصائل؟ ـ في الحقيقة لم يكن هناك قرار لعقد مؤتمر في طهران. ما حدث هو ان وزير الخارجية الدكتور متقي، وهو في سورية، أعلن وابدى استعداده للفصائل الفلسطينية اذا ارادت الحضور في طهران. قال: اذا اردتم عقد مؤتمر في طهران، نحن جاهزون. كانت هناك دعوة قائمة للفصائل منذ اكثر من عدة أشهر قبل شهر رمضان الماضي. فقبل شهر رمضان ابلغناهم بالدعوة، ولم تتسن الظروف لأن تتم هذه الزيارة، وأجلت لبعد رمضان. في ذلك الوقت ايضا قلنا لهم اننا جاهزون لاستقبالهم في طهران. وسائل الاعلام صورت ان هذه الزيارة لعقد مؤتمر. والحقيقة هي لا، لم تكن لاقامة مؤتمر. نحن نعتبر ان إيران هي البلد الثاني لكل أخواننا الفلسطينيين، وفي أي وقت يريدون زيارة إيران، فإن إيران ترحب بهم. وهم طبعا على حسب ظروفهم.

* عندما عينتم سفيرا في دمشق، لم تكن العلاقات بين طهران ودمشق وصلت للمستوى الذي وصلت اليه اليوم، ولم تكن العلاقات الاستراتيجية قد بنيت بعد. كيف بنيتم هذه العلاقات. هل في اول يوم عمل لكم في دمشق قلت ان هدفك هو بناء علاقات بهذا المستوى الاستراتيجي؟ ام ان الأمور تطورت تدريجيا خلال سنوات عملك خطوة خطوة؟ ـ طبعا الأمور كلها تتقدم بصورة تدريجية وكذلك الانسان عندما يريد أن يصل الى القمة، عليه ان يتدرج على الدرج. ولا يمكن أن يصل الانسان بقفزة واحدة الى الاعلى. الاهداف الاستراتيجية لكل حكومة أو لكل دولة تتضمن تأسيس علاقتها مع دول مختلفة، في حقول مختلفة أو على أصعدة مختلفة، سياسية واقتصادية وثقافية، في كل المجالات. طبعا نحن مثل جميع الدول حرصنا على هذه الأهداف. في البدايات كانت هناك مشاكل لأن الجمهورية الاسلامية كانت فتية في ذلك الوقت، وبعد ذلك حوربنا بالحرب المفروضة من العراق، وكان عندنا مشاكل داخلية. جميع الدول ساعتها وقفت الى جانب صدام، دول عربية واسلامية وأوروبية، الشرق والغرب، كما كنا نقول دائما. 3 دول عربية وقفت الى جانبنا في ذلك الوقت، وعدة دول اسلامية كان موقفها جيدا أو محايدا. ولكن أكثرية الدول الأوروبية واميركا واسرائيل والاتحاد السوفياتي، كلها كانت تدعم صدام عسكريا وتقنيا وماديا بكل معنى الكلمة كما يعرف الجميع. كانت سورية وليبيا والجزائر هي التي وقفت الى جانب ايران. في الطريق، بعد مضي سنوات، ليبيا انسحبت الى حد ما، كذلك الجزائر انسحبت. لكن سورية بقيت. هذه العلاقات شيئا فشيئا تعمقت بين إيران وسورية, وتوسعت في المجال الثقافي والاقتصادي، وبنينا كذلك البني الاقتصادية القوية بين البلدين. بدأنا من النقطة الاولى وحتى اليوم والحمد الله تمتاز العلاقات الاقتصادية بالتعامل في مجالات الاستثمارات المشتركة، فهناك استثمارات ايرانية واستثمارات سورية مشتركة. وسقف التعاون الاقتصادي يصل من مليارين و500 مليون الى قرابة 3 مليارات دولار. وحاليا هناك مشروع لانشاء مصفاة مشتركة بين إيران وسورية وفنزويلا وماليزيا. طبعا هذه المصفاة ستكون تكاليفها كبيرة. وهناك مشاريع اخرى. فنحن لدينا مع اخواننا السوريين والعراقيين مشروع تواصل في العلاقات الثلاثية عبر انشاء خطوط لإيصال انابيب النفط والغاز من إيران الى العراق الى سورية. تحدثنا مع الحكومة العراقية وتحدثنا مع سورية. وننتظر تهدئة الأمور في العراق. وذلك اضافة الى توسيع الخطوط الحديدية من إيران للعراق الى سورية. فالخطوط أكثرها قائمة لكن بحاجة الى توصيلها. وهذا الخط سيكون مثل طريق الحرير القديم، وسيصل جميع الشرق بجميع الغرب، ويقرب بين البلدان الثلاثة كثيرا. حاليا مثلا السيارات والشاحنات والباصات او حتى القطارات، تكون من طهران الى اسطنبول، ومن اسطنبول الى سورية. اذا هدأت الأمور سيكون الخط عن طريق العراق، طريق الوسط، ويكون اقرب الطرق. وسيخدم هذا الطريق النقل بين الشرق والغرب. نيات طيبة لخدمة الأمة العربية والاسلامية.

* ماذا عن حجم التقارب الثقافي بين إيران وسورية خلال سنوات عملكم؟ ودور جمعية آل البيت التي تتولون مسؤولية الأشراف عليها؟ وهل صحيح أنكم كنتم ترأسون الجمعية بينما كنت سفيرا لسورية؟ ـ في العامين الأخيرين من عملي في سورية كنت أتولى رئاسة المجمع العالمي لجمعية آل البيت.

* ما هي أهم انشطة جمعية آل البيت؟ ـ جمعية آل البيت جمعية غير حكومية، ومؤسسة مستقلة وشعبية أسست منذ 17 عاما. فبعد اجتماع عام لمجموعة من النخب والمفكرين والعلماء في طهران أنذاك، اتفقوا على تأسيس هذه الجمعية، وعرضوا الموضوع على سماحة القائد الإمام خامنئي، وطلبوا منه ان تكون الجمعية تحت أشرافه العام. وقوبل الطلب بالموافقة، وشكلت الجمعية بركائز وأركان ثلاثة: الجمعية العامة، والهيئة العليا او المجلس الأعلى للجمعية، والأمين العام للجمعية. هذه الجمعية بدأت عملها بأهداف متعددة، تبين وتعريف الاسلام وشخصية النبي المكرم صلى الله عليه وسلم، وأهل البيت وآئمة أهل البيت، لأن كثيرا من الناس لا يعرفون الاسلام وحقيقة الاسلام، كذلك لم يتعرفوا على شخصية النبي المكرم وآئمة أهل البيت، وكذلك سائر الشخصيات الاسلامية من الصحابة والانصار. هذا طبعا يتم بطرق مختلفة منها التأليف وتصنيف الكتب، وترجمة الكتب، وكذلك بالمنشورات والمجلات وما يشبه ذلك. ايضا من أهدافنا الاهتمام بالوحدة الاسلامية وتوحيد الصف الاسلامي بين المسلمين باتجاه التقريب بين المذاهب الاسلامية. فكما قلت ان الكثير من المشاكل حتى بين المذاهب والطوائف تنشأ من عدم المعرفة. مثلا بعض اتباع مذاهبنا لا يعرفون عن مذاهب الآخرين. إذا عرفنا يتبين انه لا خلاف بيننا في الكثير من القضايا، وتكون المتفقات والمشتركات أكثر مما نختلف عليه، او لعل بعض المسائل، حينما تتبين نقطة الخلاف، يتضح ان هذه مسألة بسيطة جدا. فمثلا الفقيه الفلاني له رأي في هذه المسألة، والفقيه الآخر له رأي آخر، هذا شيء يوجد في جميع المذاهب، بل وحتى داخل المذهب الواحد، اذ قد توجد خلافات حول بعض وجهات النظر في الحلية (ما هو حلال) أو في الكراهة (ما هو مكروه) او في الحرمة (ما هو حرام)، وفي الجواز وعدم الجواز. كذلك هناك في كل المذاهب امور يمكن ان نقول إنها خارجة عن حقيقة الاسلام، وعن حقيقة المذاهب، ولكن بشكل من الاشكال وبدواع مختلفة، تم نسبها للاسلام، او اتهموا الاسلام وافتروا على الاسلام وعلى المذاهب. نحن مهمتنا تنقية وتصفية هذه القضايا، وتبيان الحقيقي من غير الحقيقي، والصحيح عن السقيم. كذلك من اعمالنا الاتصال مع باقي مجموعات آل البيت الموجودة في العالم والمؤسسات الاسلامية العامة.

* كم عدد مؤسسات آل البيت حول العالم اليوم؟ ـ ليس لدينا احصاء بهذا الأمر، لكن ما دام أتباع آل البيت منتشرين في كل العالم، فبعددهم يوجد مؤسسات، حتى في كثير من الدول يوجد هناك اكثر من مؤسسة. بعض المؤسسات التي تحب ان تكون لها صلة معنا نتواصل معهم ونزودهم بالكتب الاسلامية، وبما ننشره نحن، وبما يحتاجونه أحيانا من كتب اسلامية أخرى من مذهب آل البيت أو من مذاهب أخرى. جمعية آل البيت ليست جمعية سياسية، ولا تنظيما سياسيا، هي فقط مؤسسة ثقافية دينية تربوية اجتماعية اخلاقية. ومن أهدافها كذلك توحيد الصف الاسلامي وتعميق العلاقات الأخوية، وعندنا منشور خاص في موضوع التعامل مع الفرق الاسلامية اسمه «كيفية التعامل مع الفرق الاسلامية» اي كل ما يلزم عليهم، ويلزم علينا وكيفية التعامل مع بعضنا البعض. كل اربع سنوات تعقد الجمعية العامة لآل البيت. في الصيف الماضي عقدنا الجمعية العامة الرابعة في طهران، وحضر أكثر من مائة بلد في العالم، واجتمع أكثر من 500 عضو عالمي. ونستهدف إن شاء الله مستقبلا أن نتحرك في المجالات الاقتصادية والتواصل الاقتصادي والتجاري بين إيران، وبين الدول الاسلامية الأخرى. الأمين العام لجمعية آل البيت، ينتخب من قبل الهيئة العليا، ويعرض على سماحة القائد، وهو يعطيه التكليف او يثبت الأمانة العامة. أنا تسلمت هذه المهمة منذ 4 سنوات. وهذه مهمتي منذ رجعت الى طهران.

* تخططون في جمعية آل البيت لإطلاق محطة تلفزيونية.. كيف تسير الخطوات؟ ـ نعم من أهدافنا تأسيس قناة فضائية على نفس النسق والأهداف. وبدأنا بتنظيم البدايات الاولى لهذه القناة، ولعلنا خلال الأشهر القليلة المقبلة، نستطيع ان نبدأ العمل فيها.

* هل ستكون قناة آل البيت اخبارية سياسية ام قناة دينية وأين سيكون مقرها؟ ـ حتى الآن لم تقرر ولم تحسم القضية بصورة نهائية، وكذلك المكان الذي ستكون مقرا لها لم يبت فيه بعد. والقناة ستكون قناة اخلاقية دينية تربوية اجتماعية وليست سياسية أو اخبارية.

* البعض يحذر من أن مثل هذه الأدوات قد تكون اداة لنشر التشيع وتصدير أفكار الجمهورية الاسلامية؟ ـ ان شاء الله حين تنطلق قناة آل البيت، سيتبين ان كل ذلك أوهام في غير محلها.

* ايضا البعض في سورية يتخوف من زيادة الحوزات العلمية فيها، ما هو ردكم على الاتهامات بأن هناك مدا شيعيا إيرانيا في سورية؟ ـ أنا في الحقيقة لا أرى أي سبب للتخوف من وجود الحوزات العلمية، أو المعاهد الدينية. هناك في سورية معاهد وحوزات دينية كثيرة. هناك حوزة تعمل منذ 25 عاما، وما زالت ولم يكن هناك اي تخوف. هناك علاقات عميقة ووطيدة بين المشرفين على الحوزة العلمية، مع سائر الحوزات والمعاهد الدينية السنية في سورية، حتى أنه تربطهم علاقات مع المفتي العام في سورية، سواء الدكتور أحمد حسون المفتي الحالي او المرحوم الشيخ كفتارو. كانت العلاقات دائما وطيدة. كذلك التواصل بين العلماء الدينيين موجود، واقامة احتفالات مشتركة، واقامة مؤتمرات الوحدة الاسلامية، واحتفالات قرآنية مشتركة في كل شهر رمضان بين الشيعة والسنة في سورية. وفي داخل إيران، هناك ايضا تواصل قائم بين العلماء والاساتذة في الحوزات العلمية مع السوريين وغيرهم، مع علماء مصريين وعلماء في السعودية ودول اسلامية اخرى. أنا ارى أن هناك توهما للتخوف من التشيع في سورية أكثر من وجود شيء حقيقي. ليس هناك سبب للتخوف لأن علاقتنا مع أبناء الشيعة والسنة في إيران، وفي خارج إيران قائمة. نحن في إيران في المناطق التي يوجد فيها أهل السنة توجد منشآت دينية كبيرة وواسعة. كذلك لدينا مجمع تقريب بين المذاهب الاسلامية في إيران بعضوية كثير من علماء الدين الشيعة والسنة من خارج البلاد، هناك أعضاء من سورية ومصر والجزائر والسودان. هناك أعضاء من كل الدول العربية والاسلامية وهذه الجمعية مثل مؤسسة المجمع العالمي لآل البيت، نتبادل فيها وجهات النظر ونتعاون في اقامة الكثير من المؤتمرات والحلقات العلمية والدينية في خارج البلاد.

* ما هو حجم زيادة الحوزات العلمية الإيرانية في دمشق.. وهل زادت للدرجة التي تثير قلق البعض؟ ـ انا لا أرى أن هناك ازديادا في العدد. هناك حوزتان او ثلاث حوزات رئيسية كانت موجودة من 15 او 20 عاما وحتى الآن. طبعا يمكن ان تكون هناك مثلا صفوف تابعة لهذه الحوزة او تلك الحوزة تبعا لعدد الطلاب.

* تلقب بـ«الشيخ».. وتلقب بـ«السفير» فوق العادة.. أيهما اقرب اليك؟ وهل يمكن ان تعطينا نبذة عن نشأتك وتعليمك؟ ـ بخصوص لقب «الشيخ» او «السفير» فوق العادة.. هذا يختلف، وكل على حسب ذوقه وعلى حسب ما يخطر بباله (يضحك). المهم هو المخاطب وليس عنوان الخطاب. حول نشأتي انا من مواليد عام 1945، ومن مدينة سمنان، ومن بلدة بها تدعى سرخة. عشت قرابة 13 عاما فيها. لكن ولادتي لم تكن في هذا البلد، ولادتي كانت في بلدة أخرى، لأن والدي ووالدتي رحمة الله عليهما كانا يعيشان في بلدة اسمها جرمسار. ولدت هناك وعشنا عاما ونصف العام في هذه البلدة، وبعد ذلك انتقلنا الى سرخة في سمنان. من سمنان ذهبت الى قم للدراسة.

* على يد من درست في قم؟ ـ في دروس المقدمة، او البدايات، كان من استاذتنا آية الله الشهيد بهشتي، والمرحوم آية الله رباني شيرازي، والمرحوم آية الله مشكيني، والكثير من العلماء الآخرين. بعد ذلك ذهبت الى النجف الأشرف، وبقيت في النجف الأشرف 5 سنوات للدراسة، وحضرت دروس المرحوم آية الله تبريزي، والاستاذ آية الله رستي، وآية الله شاهبادي. كذلك حضرت لمدة 6 أشهر درس الشهيد المرحوم آية الله محمد باقر الصدر، وكذلك حضرت أكثر من عام درس آية الله العظمي السيستاني، وبعض العلماء الآخرين. وطبعا كانت علاقتي الرئيسية والقوية والعميقة مع الامام الخميني. كنت محسوبا من حواشي الامام الخميني واصحابه.

* كيف تعرفتم على آية الله الخميني؟ ـ تعرفنا في قم في بداية عملنا للثورة، بعدما خرج الامام بحركته الاسلامية. كنت في الخامسة عشرة من عمري، والتحقت بالركب بسبب الظروف واهتمامنا بالشؤون الاسلامية. بعدما خرج الامام من السجن كنا نتردد على بيته في ذلك الوقت، ونتابع الحركة على قدر همتنا، وعلى قدر تكليفنا. كنا نقوم بأنشطة معارضة في ذلك الوقت. وفي عام 1964 سجنت لأول مرة في سمنان بسبب مشاركتي في حركة المعارضة الاسلامية. وبعدما افرج عني ذهبت الى النجف الاشرف، دخلت الى النجف الاشرف في نفس اليوم الذي دخل فيه الامام الخميني العراق. انا وصلت الى النجف الأشرف قبل العاشرة صباحا، والامام الخميني وصل الى بغداد في الرابعة بعد الظهر. طبعا هو وصل الى بغداد، ومن بغداد وصل الى الكاظمية، وبقي عدة ايام في الكاظمية، بعد ذلك التحقنا بالامام في الكاظمية، وكنا في صحبة وخدمة الامام من الكاظمية الى سامراء، ومن سامراء الى كربلاء، من كربلاء الى النجف. وفي النجف كنا في خدمة الامام وفي بيت الامام. وبعد ذلك وتقريبا في عام 1968، بعد حرب 1967، ذهبت الى سورية في شهر رمضان، حيث مكثت في قرية بحمص للتبليغ والقيام بالتوجيه الديني. وكذلك عام 1969 اتيت من النجف الى نفس القرية في حمص للتوجيه والتبليغ الديني. وفي نفس العام أتيت الى لبنان وبقيت في لبنان سنتين ونصف السنة حتى عام 1972 أقوم بنشاطات دينية وتبليغية داخل لبنان. علاقتي مع سورية ولبنان تعود تقريبا الى أكثر من 40 عاما. بعد ذلك عدت الى إيران، وواصلت الدراسة في قم لمدة 5 سنوات حتى انتصار الثورة الاسلامية. كنت أقوم بأنشطة معارضة بالخطاب والبيانات وغير ذلك، فسجنت في إيران للمرة الثانية عام 1972، ثم سجنت للمرة الثالثة في الاسبوع الأخير قبل الثورة وقبل وصول الامام الخميني الى طهران. وأفرج عني ليلة وصول الامام.

* ما هي الأنشطة التي قمت بها للتبيلغ في سورية ولبنان؟ ـ كنت أقوم بالتبليغ بنفسي. كنت أدرس في ذلك الوقت، ولم تكن هناك أية جهة خاصة تتبنى موضوع الدعوة والتوجيه والإرشاد، وكنت بنفسي أقوم كمرشد لهذه القرى التي كنت أذهب اليها، وكذلك في لبنان كنت اقوم بدور أمام جماعة. كنت أقوم بإمامة الصلاة في الجامع، وكنت أقدم محاضرات وألقي خطابات بين الناس كحلقات وكحوارات مع جهات علمية مع اساتذة جامعيين وطلاب. كان تقريبا في هذا المدار، ولم يكن أكثر من هذا.

* وصفت خلال سنوات عملك بأنك السفير الأكثر أهمية في سورية على الاطلاق، ونشاطك كان يمتد من دمشق الى لبنان الى الفصائل الفلسطينية. قيل أنك سفير لثلاث او اربع قضايا بالغة الحساسية، والسفير الأكثر نفوذا في دمشق، والسفير الاكثر بروزا وحضورا. كثير من الاوصاف اطلقت عليك. بعد مغادرتك المنصب، هل ما زالت على صلة بأي من هذه الملفات، وهل ما زلت تتابع الأوضاع في دمشق عن طريق السفير الإيراني الحالي أحمد موسوي؟ وهل تتدخل احيانا بالمشورة أو النصح؟ ـ لا.. أنا لا أتدخل في شيء من هذه الأمور. وطبعا السفير هو الشخص المكلف هذه المهمة. وبالتأكيد هو سيكون ناجحا لأن الظروف ممتازة وجيدة، والعلاقات بين إيران وسورية لا تعاني من اية مشكلة خاصة. فلذلك، على حسب نشاط السفير والسفارة، الأمور تتقدم وتتواصل وتستمر. أنا علاقاتي الآن كشخص وليس كسفير، مع مسؤولين ووزراء، حتى مع علماء وشخصيات دينية، مع النخب. حتى علاقاتي مع شرائح من الشعب. علاقاتي هذه كانت ولا زالت. أحيانا، كثير من الاخوة السوريين عندما يزورون الجمهورية الاسلامية، يزورونني في هذا المكتب (مكتبه في المجمع العالي لآل البيت بوسط طهران). كذلك الاخوة إذا طلبوا مني مساعدة خاصة او عملا خاصا، أنا جاهز إذ لم يتعارض مع عملي. أنا مؤمن ومقتنع بهذه العلاقة وسعيت لهذه العلاقة، وجاهدت في هذا الأمر، فأنا يهمني موضوع العلاقة السورية الايرانية، وما تتطلبه هذه العلاقة.
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,162,428

عدد الزوار: 6,758,137

المتواجدون الآن: 128